في ظل انطلاق العام الدراسي الجديد، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اجتماعًا هامًا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لمتابعة سير العملية التعليمية. وجاء هذا الاجتماع لتقييم الجهود الوطنية الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في منظومة التعليم، والتي بدأت تثمر عن مؤشرات إيجابية ملموسة على الأرض.
محتــويات المقــال
مؤشرات إيجابية مع انطلاق العام الدراسي
كشف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عن نتائج مبشرة مع بداية العام الدراسي، أبرزها:
-
ارتفاع قياسي في نسبة الحضور: حيث سجلت المدارس نسبة حضور غير مسبوقة بلغت حوالي 87.5% من إجمالي عدد الطلبة، مما يعكس تحسنًا في ثقة المجتمع في المنظومة التعليمية.
-
معالجة التحديات الهيكلية: تم الإعلان عن نجاح الدولة في القضاء على الكثافات الطلابية بشكل كبير، وكذلك سد العجز في أعداد المعلمين، وهي مشكلات مزمنة كانت تؤثر سلبًا على جودة التعليم.
حافز مالي وتعهد بدعم اقتصادي للمعلمين
في بشرى سارة لكافة العاملين في قطاع التعليم، وجه الرئيس السيسي بقرارين هامين:
-
صرف حافز تدريس فوري: وجه بصرف حافز التدريس بمبلغ ألف جنيه للمعلمين، اعتباراً من أول نوفمبر 2025.
-
تحسين مستدام للدخل: شدد على ضرورة السعي لتحسين الوضع الاقتصادي للمعلمين بشكل شامل، مع إدراج هذا الملف على رأس أولويات الدولة في المرحلة القادمة، الاعتراف لدورهم المحوري في بناء الأجيال.
ثورة في المناهج.. البرمجة والذكاء الاصطناعي يدخلان الفصول
اطلع الرئيس على الجهود الضخمة المبذولة لتطوير المناهج الدراسية، حيث أشار وزير التربية والتعليم إلى:
-
تطوير 94 منهجاً لجميع المراحل التعليمية.
-
آلية مراجعة علمية: حيث تم تشكيل لجنة من المعلمين وكبار الأكاديميين وأساتذة الجامعات لمراجعة المناهج المطورة لضمان جودتها.
-
تدريب المعلمين: تم تدشين برنامج تأهيل وتدريب للمعلمين على المناهج الجديدة، بالتعاون مع منظمة اليونيسف.
-
مواكبة العصر: مع إضافة مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن خطة التطوير، تأكيدًا على سد الفجوة التكنولوجية وإعداد الطلاب للمستقبل.
رؤية استراتيجية: التعليم الفني والشراكة مع القطاع الخاص
تطرق الاجتماع إلى أولويات الخطة الاستثمارية للعام المالي 2025-2026، مع التركيز على:
-
التوسع في مدارس التعليم المتميز والتنافسي لضمان مخرجات تعليمية عالية الجودة.
-
تطوير التعليم الفني والتطبيقي من خلال تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، بهدف تخريج عمالة ماهرة تلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.
برامج ومبادرات نوعية تُحدث فرقًا
استعرض الاجتماع تطورات عدد من البرامج والمبادرات القومية:
-
البرنامج القومي لتنمية مهارات القراءة والكتابة:
-
يهدف لمساعدة التلاميذ المتعثرين في المرحلة الابتدائية.
-
يتم تنفيذه في 10 محافظات كمرحلة أولى، يشمل 2000 مدرسة ويستهدف مليون طالب وطالبة.
-
يعد نتاج شراكة استراتيجية بين الوزارة والمنظمات الدولية.
-
-
نظام البكالوريا المصرية:
-
النظام الجديد المطبق لأول مرة هذا العام.
-
يوفر منظومة تعليمية أفضل ومواد دراسية أقل، مع توفير فرص متعددة للاختبار.
-
حقق نسبة التحاق عالية بلغت 88% من إجمالي عدد الطلاب المستهدفين.
-
-
مبادرة المدارس المصرية الألمانية:
-
تم افتتاح أول مدرسة بمدينة 6 أكتوبر.
-
جاري التوسع التدريجي لافتتاح 100 مدرسة جديدة في مختلف المحافظات.
-
تقدم المبادرة منظومة تعليمية متكاملة من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية.
-
توجيهات رئاسية ختامية: نحو مستقبل رقمي وإبداعي
في ختام الاجتماع، وجه الرئيس السيسي بعدد من التوجيهات الاستراتيجية التي تحدد ملامح المرحلة القادمة:
-
التركيز على مجالات التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والرقمنة باعتبارها مجالات رئيسية للتنمية.
-
تكثيف الاستثمارات العامة الموجهة لقطاع التعليم.
-
الاستمرار في تطوير العملية التعليمية لتكون محفزة على الإبداع والابتكار وريادة الأعمال.
-
إدخال التكنولوجيا كعنصر تعليمي أساسي في جميع المراحل.
خاتمة: استثمار في الإنسان
يُجسد هذا الاجتماع رؤية شاملة تستهدف إعادة هيكلة التعليم كرافعة حقيقية للتنمية، من خلال استثمار غير مسبوق في العنصر البشري، وتحديث المنظومة بأكملها لمواكبة متطلبات القرن الحادي والعشرين، والانتقال من التعليم التقليدي إلى تعليم قائم على المهارات والتكنولوجيا والإبداع.




