فيديو متداول لـ سلفة تهـ ـدد سلفتها بالحرمان الخلفة بالأعمال
يتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو غريباً تتصارع فيه سيدتان تدعى إحداهما “سناء” والأخرى “نوره” بسبب ما يُعرف في العامية المصرية بـ”الدَّكْر”، وهو مصطلح يشير إلى الذكر (الزوج أو الرجل) الذي يفترض أن يكون سنداً وعوناً، لكنه – في كثير من الأحيان – لا يحقق التوقعات المرجوة منه.
تفاصيل المشهد: حوار يعكس خلطاً بين المعتقدات
يظهر المشهد المتداول عناصر درامية عدة:
-
“نوره” تبدو في حالة انفعال شديد، تبكي وتتساءل: “هل ستبغضيني إلى نفسي؟ وهل ستجعلينني أتخلص مما في بطني؟”
-
بينما تقف “سناء” موقف المُتسلطة، فتهدد بالقول: “سأعمل وسأكافح وأبيع كل ما أملك حتى لا تنجبي ذلك الذكر… وسأقوم ضدك بعمل سحري… وسأحضر شيخاً يتوضأ باللبن في الحمام!”
تحليل الطرح: تفنيد المغالطات الفكرية والدينية
يُثار أمام هذا المشهد عدة تساؤلات منطقية:
-
خرافة الشيخ والوضوء باللبن: هل يعقل وجود شيخ شرعي يتوضأ باللبن داخل حمام؟ الوضوء شرعاً له شروط ومكانة، والحمام ليس مكاناً للطهارة، فكيف إذا اقترن ذلك بمادة كاللبن؟ إنه تشويه للدين ومزج له بالخرافات.
-
التناقض بين المقدس والدنيوي: يزيد الأمر إيلاماً ظهور عبارة “حج مبرور وذنب مغفور” تحت رسمة للكعبة المشرفة في خلفية المشهد. فكيف يجتمع هذا المظهر الديني مع الحديث عن “الأعمال السحرية” والتهديدات الدنيوية؟ إنه تناقض صارخ بين المظهر والجوهر.
جوهر المشكلة: الذكر الذي لا يستحق
بعيداً عن الخرافات، تبقى القضية الأساسية هي ذلك “الذكر” الذي يدور حوله الصراع. وهو في الغالب لا يستحق كل هذا التضاد، فقد يكون:
-
رجلاً عديم المسؤولية.
-
أو شخصاً عادياً لا يتمتع بأي صفات استثنائية.
-
أو – وهذا هو الأكثر ترجيحاً – رجلاً يتلذذ برؤية امرأتين تتصارعان من أجله، وكأنه نادر الوجود.
الخلاصة: صورة لواقع اجتماعي مأزوم
لا تمثل هذه الواقعة مجرد خلاف عابر في حارة، بل هي نموذج صادم لمعاناة مجتمعية أوسع، تعكس:
-
الجهل: حيث لا تزال هناك قناعة بأن “الأعمال السحرية” يمكنها حل المشكلات أو صنعها.
-
الوهم: بوجود حلول سحرية كالوضوء باللبن لتغيير الواقع.
-
تضخيم قيمة “الذكر”: حيث يُنظر إلى الرجل على أنه غاية يمكن التصارع من أجلها وكأنه سلعة ثمينة.
ختاماً، إن الصراع بين “سناء” و”نوره” لا يجلب فائدة، فذلك “الذكر” لا يستحق هذا الصراع أصلاً، واللبن في الحمام لن يصنع معجزة، والشيخ المتوهم لن يحل المشكلة. الأجدر بالسيدتين – ومثيلاتهما – أن توجها طاقتهما للعمل الجاد والتعلم وتربية النشء، بدلاً من إضاعتها في صراعات وهمية وطقوس عبثية لا طائل من ورائها.





