منوعات

راتب اللواء فايز الدويري الشهري من قناة الجزيرة والمفاجأة!

أثارت التقارير التي تفيد بتقاضي اللواء المتقاعد فايز الدويري راتباً شهرياً من قناة الجزيرة قدره 10 آلاف دولار، جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والجماهيرية. بينما رأى فريق أن هذا المبلغ “خيالي” ومبالغ فيه، اعتبره فريق آخر مقابلاً متواضعاً لجهد استثنائي وخبرة نادرة، خاصة خلال تغطيته للحرب على غزة وعملية “طوفان الأقصى”، التي جعلته أحد أبرز الوجوه التحليلية في العالم العربي.

وجهتا نظر متقابلتان: بين “الفاتورة الباهظة” و”الأجر الزهيد”

انقسم الرأي العام حول الراتب المذكور إلى اتجاهين رئيسيين:

  • الاتجاه الأول: مكافأة على جهود استثنائية
    يرى مؤيدو هذا الرأي أن المبلغ هو مقابل عادل ومشروع للجهد الفكري والتحليلي الكبير الذي يبذله الدويري، خاصة خلال “معركة طوفان الأقصى” التي قدم خلالها تحليلاتٍ مفصلةً وسريعةً، وساهمت في تشكيل الوعي الاستراتيجي للمشاهد العربي. ويرون أن خبرته العسكرية والأكاديمية النادرة تمنحه قيمة سوقية عالية.

  • الاتجاه الثاني: أجر لا يتناسب وقيمة الرمز
    في المقابل، يرى آخرون أن الراتب “زهيد” ولا يعكس القيمة الرمزية والشعبية التي يحظى بها اللواء الدويري، الذي أصبح أيقونة في مجال التحليل العسكري. ويرى هذا الاتجاه أن مساهمته في دعم القضية الفلسطينية وتفكيك الرواية الإسرائيلية تستحق مقابلاً مادياً ومعنوياً أكبر.

لمحة تعريفية: فايز الدويري.. مسيرة علم وعسكرية حافلة

فايز الدويري هو خبير استراتيجي وعسكري أردني متقاعد، وُلد في 3 مارس 1952. تمتد مسيرته الحافلة على مدى عقود، جمع فيها بين السلك العسكري والأكاديمي:

  • التكوين العسكري: تخرج برتبة ملازم ثان عام 1972، وانضم إلى سلاح الهندسة الملكي الأردني، وتدرج في المناصب القيادية.

  • التأهيل الأكاديمي: حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية من الجامعة الأردنية، وبكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة اليرموك، بالإضافة إلى تأهيله من كلية القيادة والأركان الباكستانية.

  • الإسهام الفكري: له مؤلفات وبحوث أكاديمية مهمة، أبرزها كتاب “الأمن الوطني”، إلى جانب مقالاته التحليلية التي تثراء الخطاب الاستراتيجي في الشرق الأوسط.

الذروة: تكريم القسام.. شرف القضية يتوج مسيرة الخبير

بلغت شهرة الدويري ذروتها في ديسمبر 2023، خلال عملية “طوفان الأقصى”، عندما خصه أحد مقاتلي كتائب عز الدين القسام بتحية شكر وتقدير في تسجيل مصور. وكان رد فعل الدويري على قناة الجزيرة وحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي مفعماً بالفخر والاعتزاز، مؤكداً على تمسكه الثابت بقضية المقاومة الفلسطينية. شكل هذا التكريم نقلة نوعية في مسيرته الإعلامية، حيث حوّله من خبير يحلل إلى رمز يُحتذى به، وأصبح اسمه مرتبطاً بشكل وثيق بالصمود الفلسطيني.

الخلاصة: قيمة الرمز تتجاوز الأرقام المادية

يبقى الجدل حول راتب اللواء فايز الدويري مجرد انعكاس لظاهرة إعلامية أوسع. في النهاية، تقيس قيمة الرمز الإعلامي بمدى تأثيره وتفاعل الجمهور معه، وليس فقط بالمقابل المادي. سواء كان الراتب كبيراً أو صغيراً، فإن القيمة الحقيقية للدويري تكمن في الثقة الجماهيرية الهائلة التي حصل عليها، والتي جعلت صوته أحد أبرز الأصوات المسموعة في واحدة من أهم المعارك المصيرية في العصر الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى