لم تدرك السيدة “همت. م. ال” – في العقد الخامس من عمرها – أن خطوة واحدة ستكون كفيلة بأن تختطف منها حياتها. بعد 24 ساعة من الكفاح من أجل البقاء داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى المحلة العام، لفظت الأنفاس الأخيرة، ضحيةً لحادث مأساوي سقطت خلاله داخل بئر مصعد بأحد الأبراج السكنية في منطقة الشون.
الآن، تقبع جثتها في مشرحة مستشفى المنشاوي العام في انتظار تقرير الطب الشرعي الذي سيكشف التفاصيل التشريحية للوفاة ويضع النقطة النهائية أمام الإجراءات القانونية.
محتــويات المقــال
الشرارة الأولى: بلاغ مفاجئ يقلب هدوء المنطقة
لم يكن صباح ذلك اليوم في منطقة الشون بمحافظة الغربية يختلف عن أي يوم آخر، حتى تلقّت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية إخطاراً عاجلاً من مأمور قسم شرطة ثان المحلة الكبرى. البلاغ، الذي ورد من قاطني المنطقة، كان مقلقاً: “سقطة سيدة داخل بئر الأسانسير بأحد الأبراج السكنية”. لم يترك الخطر المفاجئ مجالاً للانتظار.
خلال دقائق.. تحوّل المكان إلى مسرح للعمليات
على الفور، انتقلت إلى موقع الحادث قوة أمنية من المباحث الجنائية مدعومة بسيارة إسعاف، في مشهد يعكس الجدية في التعامل مع الواقعة. بدأت عمليات التحري والمعاينة الأولية التي كشفت الغموض المحيط بالحادث، لتظهر تفاصيل مروّعة: الضحية هي سيدة تدعى “همت. م. ال”، تبلغ من العمر 43 عاماً، وتقيم في منطقة السكة الوسطى. لم تكن تتوقع أن فتحها لباب المصعد سيُودي بحياتها.
الشاهد الوحيد: الباب المفتوح على مهلك
كشفت التحقيقات الأولية أن الحادث لم يكن متعمداً أو ناتجاً عن إهمال صريح من الضحية، بل كان “خطأ قاتلاً” في التقدير. فتحت السيدة الباب “ظناً منها أن كابينة المصعد قد وصلت” إلى دورها، لتفاجأ بفراغ مظلم أمامها. في لحظة ارتباك، اختل توازنها وسقطت في قاع بئر الأسانسير، محولةً ذلك الظن البريء إلى حكم إعدام.
عملية إنقاذ بطولية تنتهي بخسارة محتومة
لم يكن السقوط هو نهاية المأساة، بل بداية لسباق مع الزمن. تدخلت قوات الحماية المدنية في عملية إنقاذ معقدة للوصول إلى الضحية المحاصرة في عمق بئر المصعد. وبعد جهود مضنية، تمكنت من استخراجها ونقلها فوراً إلى مستشفى المحلة العام لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم. لكن الإصابة كانت بالغة، والجسد لم يتحمل. بعد 24 ساعة من الصراع بين الحياة والموت، انتزع الموت ضحيته.
تساؤلات تبحث عن إجابات.. والعدالة تتحرك
تُرك الحادث وراءه أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات: هل كانت هناك صيانة دورية للمصعد؟ هل كان نظام الأمان (القفل الآلي) يعمل بشكل صحيح؟ هل يمكن تجنب هذه المأساة؟ بينما تتحرى النيابة العامة والقضاء للإجابة على هذه التساؤلات، تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.
تبقى الحادثة جرس إنذار صارخاً يؤكد على أهمية الصيانة الدورية لأنظمة المصاعد وضرورة توعية السكان، خاصة في الأبراج السكنية، بطريقة استخدامها الآمن، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي التي تذهب ضحيتها أرواح بريئة.




