صحة

أسباب ظهور زوائد جلدية حول الرقبة

تُعرف الزوائد الجلدية في الرقبة بعدة أسماء منها “الثؤلول المعنق” (Acrochordon) أو “الطغوة الجلدية”. هذه الزوائد يمثل نمواً حميداً (غير سرطاني) للطبقة السطحية من الجلد، حيث تتكون من نواة مركزية تحتوي على أوعية دموية صغيرة وألياف كولاجين مرنة، مغطاة بطبقة جلدية رقيقة. والمهم الإشارة إلى أن هذه الزوائد:

  • حميدة تماماً في الغالبية العظمى من الحالات.

  • شائعة جداً، حيث تظهر لدى ما يقرب من نصف الأشخاص مرة واحدة في حياتهم على الأقل.

  • غير معدية ولا تتحول إلى أورام سرطانية إلا في حالات نادرة جداً.

السبب الرئيسي: الاحتكاك المستمر

التفصيل: يُعد الاحتكاك المتكرر العامل الأبرز خلف ظهور هذه الزوائد. يحدث هذا عندما يحتك الجلد ب:

  • طيات الجلد نفسه في منطقة الرقبة (خاصة لدى أصحاب الوزن الزائد).

  • الملابس ذات الياقات الضيقة أو الخشنة.

  • المجوهرات مثل السلاسل الطويلة أو الخرز.

الآلية: يؤدي هذا الاحتكاك المستمر إلى تهيج الجلد وتحفيز الخلايا على النمو الزائد كرد فعل، مما يؤدي إلى تكوين هذه الزوائد اللحمية.

السبب الثاني: اضطرابات السكر والأنسولين

التفصيل: هناك علاقة وثيقة بين ظهور الزوائد ومستوى السكر في الدم. حيث يلاحظ:

  • انتشار هذه الزوائد بين مرضى السكري من النوع الثاني.

  • ظهورها لدى الأشخاص في مرحلة ما قبل السكري (مقاومة الإنسولين).

  • تكون الزوائد أحياناً علامة تحذيرية على وجود خلل في تمثيل الجلوكوز بالجسم.

الآلية المحتملة: يعتقد العلماء أن ارتفاع مستويات السكر والإنسولين قد يحفز عوامل النمو في الجسم، مما يؤدي إلى تكاثر الخلايا الجلدية بشكل غير طبيعي.

السبب الثالث: فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

التفصيل: ربطت بعض الدراسات بين فيروس الورم الحليمي البشري (خاصة الأنواع منخفضة الخطورة) وبين تكون الزوائد الجلدية.

ملاحظة مهمة: رغم هذه الصلة، إلا أن الزوائد الجلدية تختلف عن الثآليل التي يسببها الفيروس في أنها:

  • غير معدية بشكل عام.

  • لا تنتشر بسهولة إلى أجزاء أخرى من الجسم.

عوامل الخطر المساعدة

بالإضافة إلى الأسباب الرئيسية، توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية ظهور الزوائد:

  1. التغيرات الهرمونية:

    • الحمل: بسبب التقلبات الهرمونية وزيادة إفراز عوامل النمو.

    • متلازمة تكيس المبايض: نتيجة اختلال هرمونات الإستروجين والبروجسترون.

  2. العامل الوراثي:

    • يلاحظ انتشار الزوائد بين أفراد العائلة الواحدة، مما يشير إلى وجود استعداد جيني.

  3. اضطرابات النمو:

    • مثل ضخامة الأطراف والعملقة، حيث ترتفع مستويات عوامل النمو في الجسم.

الزوائد كإنذار لمشاكل صحية أعمق

في بعض الحالات، قد تكون الزوائد الجلدية إشارة إلى وجود مشاكل صحية كامنة، خاصة عند ظهورها بأعداد كبيرة وبسرعة. ومن هذه المشاكل:

  1. المتلازمة الأيضية:

    • تجمع عدة اضطرابات معاً (السمنة البطنية، ارتفاع السكر، ارتفاع ضغط الدم، اختلال الدهون).

    • تعتبر الزوائد أحد العلامات الجلدية المرتبطة بهذه المتلازمة.

  2. اختلال دهون الدم:

    • حيث يرتبط ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية بظهور الزوائد.

  3. متلازمة بيرت-هوغ-دوبي النادرة:

    • مرض وراثي يؤدي إلى تكوين أورام جلدية متعددة وأورام في الأعضاء الداخلية.

متى يجب استشارة الطبيب؟

رغم أن الزوائد الجلدية حميدة في معظم الأحيان، إلا أن هناك حالات تستدعي الفحص الطبي:

  • عند الشك في طبيعة الزائدة (تغير اللون، النزف، النمو السريع).

  • إذا كانت تسبب إزعاجاً من الناحية الجمالية أو الوظيفية.

  • عند ظهور عدد كبير منها فجأة، مما قد يشير إلى مشكلة صحية كامنة.

طريقة التشخيص: عادة ما يكفي الفحص السريري، لكن في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة (خزعة) للتأكد من التشخيص.

الخلاصة

زوائد الرقبة الجلدية هي نموات حميدة وشائعة، تنتج في المقام الاول عن مزيج من العوامل الميكانيكية (الاحتكاك) والفسيولوجية (الهرمونات، السكر). رغم أنها غير ضارة في معظم الأحيان، إلا أن ظهورها المفاجئ أو الكثيف قد يكون جرس إنذار لمشاكل صحية خفية، مما يستدعي الفحص الطبي للاطمئنان ومعالجة السبب الجذري إن وجد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى