أخبار الفن

ادعو للفنانة رحمة احمد

دخلت الفنانة المصرية رحمة أحمد في نوبة قلق جماعي بين متابعيها ومحبيها بعد أن نُقلت على وجه السرعة إلى أحد المستشفيات في العاصمة القاهرة، إثر تعرّضها لوعكة صحية مفاجئة وأعراض مقلقة. وأظهرت الفحوصات الطبية الأولية إصابتها بـ تضخم في الكبد، وهو أمر استدعى على الفور وضعها تحت الملاحظة الطبية الدقيقة في غرفة العناية المركزة لتلقي العلاج اللازم ومنع أي تطور محتمل للحالة.

وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن الأزمة الصحية بدأت بأعراض حادة، حيث عانت الفنانة من دوار شديد وإعياء مفاجئ أقعداها عن الحركة، مما دفع أسرتها للتحرك سريعًا ونقلها إلى المستشفى لتقييم وضعها الصحي. وقد لوحظ أن هذا التدهور الصحي المفاجئ جاء في توقيت مُفاجئ للجميع،

حيث لم يمضِ سوى يومين فقط على ظهورها بحالة صحية جيدة في مقطع فيديو نشرته على حسابها عبر منصات “السوشيال ميديا” برفقة صديقاتها الفنانات هدى المفتي ودنيا سامي وانتصار، بطلات مسلسل “80 باكو”، حيث بدت مبتهجة وتحدثت خلاله عن افتتاح مشروع جديد لها. هذا التناقض الحاد بين النشاط والمرض هو ما أضفى طابعًا من الصدمة على الخبر، وجعله يتصدر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر.


تضخم الكبد (Hepatomegaly): علامة خطر وليس مرضًا بذاته

يُعرف تضخم الكبد في المصطلحات الطبية باسم Hepatomegaly، وهو ليس مرضًا قائمًا بذاته، بل يُعتبر علامة طبية مهمة تشير إلى وجود خلل أو مرض كامن داخل الجسم يستدعي التشخيص الدقيق والتدخل السريع. والكبد هو العضو المسؤول عن تنقية الدم من السموم وإنتاج البروتينات والإنزيات الحيوية، لذا فإن أي تضخم فيه يعكس عبئًا غير طبيعي يقع عليه.

وفي بعض الحالات، قد يكون التضخم بسيطًا ومؤقتًا ويرتبط بأسباب قابلة للعلاج مثل الالتهابات البسيطة. لكن الخطر الحقيقي يكمن عندما يكون التضخم سريع التطور أو مصحوبًا بأعراض معينة، إذ قد يكون إنذارًا للإصابة بأمراض خطيرة مثل تليف الكبد (Cirrhosis)، أو الأورام السرطانية الأولية أو المنتقلة إلى الكبد، أو حتى الفشل الكبدي الحاد، وهي حالات تهدد الحياة إذا لم يتم السيطرة عليها.

وتوضح المصادر الطبية المرموقة، مثل مستشفى “كليفلاند كلينك”، أن تضخم الكبد يحدث عندما يتجاوز حجم العضو حده الطبيعي، ويمكن للطبيب اكتشافه أثناء الفحص السريري للبطن، إلا أن التأكيد النهائي يتم عبر الفحوصات التصويرية مثل الموجات فوق الصوتية (السونار) أو الأشعة المقطعية.


علامات تحذيرية لا يجب تجاهلها أبدًا

يحذر الأطباء من أن تضخم الكبد نفسه قد لا يسبب أعراضًا واضحة في البداية، لكن هناك علامات مرافقة تشكل جرس إنذار قوي وتستدعي التوجه الفوري للطبيب. ومن أبرز هذه الأعراض:

  1. اصفرار الجلد والعينين (اليرقان): يعد من أكثر العلامات شهرة، وينتج عن عجز الكبد عن معالجة مادة “البيليروبين” بشكل صحيح، أو قد يشير إلى انسداد في القنوات الصفراوية التي تمر عبره.

  2. ألم شديد في الجزء العلوي الأيمن من البطن: هذا الألم قد يكون إنذارًا لالتهاب كبدي حاد، أو وجود ورم، أو حتى مشكلات في الأوعية الدموية المغذية للعضو.

  3. انتفاخ البطن (الاستسقاء): وهو تراكم غير طبيعي للسوائل في تجويف البطن، وغالبًا ما يشير إلى مراحل متقدمة من تليف الكبد أو ارتفاع ضغط الدم البابي.

  4. نزيف الجهاز الهضمي أو القيء الدموي: قد ينتج عن حالة خطيرة تسمى “دوالي المريء”، وهي من المضاعفات المرتبطة مباشرة بارتفاع ضغط الدم البابي الناتج عن أمراض الكبد المزمنة.

  5. تغير لون البول والبراز: تحول البول إلى لون داكن جدًا (مثل لون الشاي) والبراز إلى لون شاحب أو طيني، يعتبر مؤشرًا قويًا على خلل في إفراز أو تدفق الصفراء.

  6. الحكة الجلدية العامة وفقدان الوزن غير المبرر: غالبًا ما تكون هذه الأعراض مرتبطة باضطراب وظائف الكبد وتستدعي فحصًا طبيًا عاجلًا إذا استمرت.

  7. تغيرات في الوعي أو التشوش الذهني (الاعتلال الدماغي الكبدي): تُعد من أخطر العلامات على الإطلاق، حيث تدل على فشل الكبد في تنقية الدم من السموم التي تؤثر على المخ، وهي حالة طبية طارئة.


الأسباب الكامنة وراء تضخم الكبد: شبكة معقدة من الاحتمالات

بحسب مصادر طبية مثل موقع “ماونت سيناي” (Mount Sinai)، فإن أسباب تضخم الكبد متشعبة وقد تعود إلى مجموعة واسعة من العوامل، أبرزها:

  • الالتهابات: مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي (A, B, C) أو العدوى الأخرى.

  • أمراض التمثيل الغذائي والكبد الدهني: وهو من الأسباب الشائعة في الوقت الحالي، وينتج عن السمنة، أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم، أو داء السكري، أو الإفراط في استهلاك الكحول.

  • الأورام: سواء كانت أورامًا أولية تنشأ في الكبد نفسه (سرطان الكبد) أو أورامًا ثانوية تنتقل إليه من أعضاء أخرى.

  • الأمراض الوراثية: مثل داء “ترسب الأصبغة الدموية” (زيادة الحديد) أو داء “ويلسون” (ترسب النحاس)، واللذين يسببان ضررًا تراكميًا للكبد.

  • أسباب أخرى: مثل قصور القلب الذي يؤدي إلى احتقان الكبد بالدم، أو تناول بعض الأدوية التي قد تكون سامة للكبد.


كيف يتم التشخيص والعلاج؟

تبدأ رحلة التشخيص الدقيقة بخطوات منهجية تشمل:

  • فحوصات الدم: لقياس مستويات إنزيمات الكبد (مثل ALT AST) والبيليروبين ووظائف التخثر، مما يعطي صورة عن كفاءة عمل العضو.

  • الفحوصات التصويرية: مثل الموجات فوق الصوتية (السونار) التي تُظهر حجم الكبد وشكله ووجود أي كتل أو سوائل، وقد يلجأ الطبيب للأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للحصول على تفاصيل أكثر.

  • أخذ خزعة (عينة نسيجية): في بعض الحالات، يتم أخذ عينة صغيرة من نسيج الكبد لفحصها تحت المجهر لتحديد السبب الدقيق للتضخم (مثل وجود تليف أو خلايا سرطانية).

أما خطة العلاج فتعتمد كليًا على تشخيص السبب الرئيسي. فإذا كان السبب هو التهاب فيروسي، يُعطى العلاج المضاد للفيروسات. إذا كان الكبد الدهني هو السبب، فإن العلاج يركز على تغيير نمط الحياة من خلال إنقاص الوزن واتباع نظام غذائي صحي. وفي الحالات المتقدمة مثل الأورام أو الفشل الكبدي، قد تكون العلاجات أكثر تعقيدًا، بما في ذلك الجراحة أو زراعة الكبد.

الوقاية خير من قنطار علاج

يؤكد الخبراء على أن الكشف المبكر من خلال الفحوصات الدورية للأشخاص المعرضين للخطر هو السلاح الأقوى للوقاية من المضاعفات الخطيرة. وتشمل فئات الخطر الأشخاص المصابين بالسمنة، أو السكري، أو ارتفاع الدهون، أو من يتعاطون الكحول، أو لديهم تاريخ عائلي بأمراض الكبد. الالتزام بنمط حياة صحي، وعدم تجاهل أي من العلامات التحذيرية التي تم ذكرها، يظلان حجر الزاوية في حماية هذا العضو الحيوي والحفاظ على الصحة العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى