صحة

سترمي النظارات الطبية لو عندك البصر ضعيف بهذه الوصفة

كشفت الأبحاث العلمية الحديثة عن دور فعال وغير متوقع للفستق في تعزيز صحة العين وحمايتها من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر. لا يعد هذا النوع من المكسرات مجرد وجبة خفيفة لذيذة، بل تحول إلى عنصر غذائي استراتيجي للحفاظ على حاسة البصر، حيث يعمل من خلال آليات بيولوجية دقيقة تدعم صحة الشبكية وتحميها من التلف.

الجرعة اليومية: حفنتان من الفستق لتعزيز الرؤية

أظهرت نتائج الدراسات أن تناول حوالي 57 جرامًا (ما يعادل أونصتين أو حفنة كبيرة باليد) من الفستق يوميًا يمكن أن يُحدث تحسنًا ملحوظًا في صحة العين. هذه الكمية تعزز بشكل كبير مستويات مركبات “اللوتين” (Lutein) المضادة للأكسدة في الجسم، والتي تلعب دورًا حاسمًا في حماية العينين من الأضرار الناجمة عن عوامل الشيخوخة والبيئة.

اللوتين: الدرع الواقي للشبكية من الضوء الضار

يتركز السر الرئيسي لفعالية الفستق في احتوائه على مستويات عالية من اللوتين، وهي مادة مضادة للأكسدة تتواجد بشكل طبيعي في العين (في البقعة الشبكية). يعمل اللوتين كمرشح طبيعي للضوء، حيث:

  • يمتص الضوء الأزرق الضار المنبعث من الشاشات الإلكترونية والشمس.

  • يحيد الجذور الحرة التي تسبب الإجهاد التأكسدي وتلف الخلايا.

  • يعمل بمثابة “نظارات شمسية داخلية” للعين، وفقًا للتوصيف العلمي المنشور في مجلة التغذية (Journal of Nutrition).

وعلى الرغم من وجود اللوتين في خضروات أخرى مثل الجزر والكرنب والسبانخ، إلا أن الفستق يعد مصدرًا مركزًا وسهل الاستهلاك بشكل يومي.

الدراسة العلمية: دليل ملموس على الفعالية

لإثبات هذه الفرضية، أجرى باحثون من جامعة تافتس الأمريكية دراسة سريرية شملت 36 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا. تم تقسيمهم إلى مجموعتين:

  • المجموعة الأولى: تناولت 57 جرامًا من الفستق يوميًا لمدة 12 أسبوعًا.

  • المجموعة الثانية: لم تتناول الفستق.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استهلكت الفستق شهدت تحسنًا كبيرًا في كثافة الصبغة الموجودة في الشبكية (Macular Pigment Optical Density – MPOD). هذه الصبغة تعمل كطبقة واقية تحمي الخلايا الحساسة للعين من الأشعة فوق البنفسجية والأضواء عالية الطاقة، مما يقلل بشكل مباشر من خطر الإصابة بمرض التنكس البقعي المرتبط بالسن (AMD)، وهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر لدى كبار السن.

فوائد إضافية: لا تقتصر على صحة العين فقط

لم تتوقف فوائد الفستق عند العين فقط، بل امتدت إلى تعزيز الصحة العامة، وخاصة صحة الدماغ:

  • دعم الوظائف الإدراكية: يساعد اللوتين على تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي في الدماغ، مما يبطئ من معدل التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

  • تحسين صحة القلب: الفستق غني بالأحماض الدهنية الصحية والألياف ومضادات الأكسدة التي تدور الدورة الدموية وتدعم صحة الشرايين.

  • مصدر للبروتين والمعادن: يزود الجسم بالطاقة ويدعم عمليات الأيض بفضل محتواه من البروتين النباتي، والحديد، والمغنيسيوم.

الخلاصة: إضافة ذكية للنظام الغذائي

يقدم الفستق حلًا غذائيًا بسيطًا وفعالًا للحفاظ على حاسة البصر وتعزيز الصحة العامة. بإمكان أي شخص، وخاصة من هم فوق الأربعين، إدخال حفنة يومية منه إلى نظامهم الغذائي كاستراتيجية وقائية ضد أمراض العيون والشيخوخة الخلوية. ومع ذلك، ينصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات غذائية جذرية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه المكسرات أو مشاكل في الهضم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى