صحة

القمح المبرعم.. مصدر متعدد للعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم

في السنوات الأخيرة، برز القمح المبرعم كأحد أهم الأصناف الغذائية الصحية، جنبًا إلى جنب مع أنواع أخرى من الحبوب والبذور المبرعمة. وقد اكتسب هذه الشعبية لسبب وجيه؛ فهو يُعد مصدرًا غذائيًا غنيًا ومتكاملًا، يقدم للجيم مجموعة استثنائية من العناصر الغذائية الأساسية التي يصعب الحصول عليها بهذه الكثافة من مصادر أخرى.

وتكمن قيمته في عملية الإنبات ذاتها، حيث تخضع حبة القمح خلالها لتحول حيوي مذهل. فأثناء النمو، يتم تفكيك المواد النشوية المعقدة إلى سكريات بسيطة، والبروتينات إلى أحماض أمينية سهلة الامتصاص، مما يجعل هضم القمح المبرعم أسهل بكثير على الجسم مقارنة بحبوب القمح الجافة، ويطلق العنان للفوائد الكامنة بداخلها.

الفوائد الصحية: من السهولة الهضمية إلى مكافحة الأمراض

تتنوع الفوائد الصحية للقمح المبرعم وتكاد لا تحصى، ويعزى معظمها إلى سهولة هضمه وامتصاص الجسم للعناصر الغذائية الموجودة فيه بكفاءة عالية. فهو غني بشكل خاص بعناصر حيوية مثل:

  • الزنك: الذي يعزز المناعة ووظائف التمثيل الغذائي.

  • الحديد: المكون الأساسي للهيموجلوبين في الدم لمكافحة فقر الدم.

  • فيتامين ج: مضاد الأكسدة القوي الذي يدعم المناعة ويحسن امتصاص الحديد.

وبحسب الدكتور شعيب فتوح، الحاصل على دكتوراة في الأعشاب والنباتات الطبية، فإن حبة القمح تحتوي على أكثر من عشرين نوعًا من الفيتامينات والأحماض والمعادن والبروتينات. والمذهل أن هذه المكونات تتضاعف قيمتها إلى سبعة عشر ضعفًا أثناء عملية الإنبات، بينما يصبح ثلث وزنها تقريبًا من الألياف المفيدة والنشويات سريعة الهضم.

دور القمح المبرعم في علاج الأمراض وتحسين الصحة العامة

يصف الخبراء القمح المبرعم بأنه صيدلية طبيعية متكاملة، وذلك لقدرته الفائقة على علاج والوقاية من نطاق واسع من الأمراض، منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • تنظيم سكر الدم: يساهم في خفض نسبة السكر في الدم بشكل طبيعي.

  • تعزيز صحة الجهاز العصبي: يُحسّن الذاكرة، ويقوي الانتباه، ويخفض نوبات التشنج العصبي، ويُزيل الأرق.

  • دعم صحة الجهاز الهضمي: يعالج الإمساك، والتلبكات المعوية، وتشنج القولون، وأمراض المعدة، والديدان، وحتى التسمم الغذائي.

  • تقوية المناعة: يقاوم الرشح والزكام، ويعالج الالتهاب الحاد للبلعوم واللوزتين.

  • تحسين صحة البشرة والشعر: يعالج حب الشباب، والإكزيما، وحساسية الجلد، والحكة، ويقوي الشعر، ويؤخر ظهور الشيب، ويعطي النضارة للبشرة.

  • دعم صحة العظام والمفاصل: يُزيل أوجاع المفاصل، ويقوي الأسنان.

  • مقاومة الأمراض المزمنة والشيخوخة: كمضاد قوي للأكسدة، فهو يقاوم الشيخوخة المبكرة.

  • علاج أمراض الدم: فعال في مكافحة فقر الدم (الأنيميا).

  • تخفيف الآلام: يخفف آلام الصداع النصفي (الشقيقة)، وإعياء الحامل.

  • تحسين صحة الجهاز التنفسي: يزيل حساسية الجيوب الأنفية، وينقي الصوت، ويعالج البحة الصوتية.

  • مشاكل أخرى: يعالج الدوالي، ويُزيل رائحة الفم والأرجل، ويعطي نشاطًا وحيوية للجسم، ويعطي قوة للرجال.

كيفية إعداد القمح المبرعم في المنزل خطوة بخطوة

للاستفادة من هذه الفوائد، يشرح المهندس عبد الله الحجاوي، رئيس جمعية حماية البيئة بشمال سيناء، طريقة إعداد براعم القمح بسهولة في المنزل:

  1. الغسل والنقع: يُغسل القمح جيدًا بالماء لإزالة الشوائب، ثم يُنقع في وعاء مكشوف (بدون غطاء) لمدة 24 ساعة.

  2. التصفية والترطيب: بعد النقع، يُصفى القمح من الماء تمامًا ويُغسل جيدًا مرة أخرى، ثم يُترك لمدة 6 ساعات دون ماء لبدء عملية الإنبات.

  3. عملية الإنبات: تحتاج هذه العملية إلى فترة تتراوح بين 3 إلى 7 أيام، مع الاستمرار في ترطيبه برش الماء وتصفيته يوميًا لمنع العفن. خلال هذه الفترة، تظهر إنباتات صغيرة بيضاء اللون، حيث يحصل الجنين داخل البذرة على التغذية من السويداء (الجزء المخزن للغذاء) لينمو.

  4. التخزين والاستهلاك: بعد اكتمال الإنبات، يُغسل القمح المبرعم جيدًا ويُحفظ في الثلاجة (البراد). الجرعة الموصى بها هي 50 إلى 60 جرامًا يوميًا للكبار، و 20 إلى 30 جرامًا للأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى