وصية الـراحـ.ـل محمد قنوع
ما زال الوسط الفني والجمهور العربي يترنح تحت وطأة الصدمة والأسى بعد الإعلان عن الوفاة المفاجئة للممثل السوري المخضرم محمد قنوع. وقد فارق الفنان الحياة إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة (احتشاء في عضلة القلب)، ليختم مسيرة فنية حافلة قدم خلالها العديد من الأعمال الدرامية التي محفور نفسها في ذاكرة المشاهد العربي، والتي سيستذكرها الجمهور بإجلال وحنين إلى الأبد.
وصية مفاجئة: إرثٌ من الكتمان والوعي
في تطور مثير، كشفت وسائل الإعلام في الساعات الماضية عن تفاصيل وصية شخصية كان الفنان الراحل قد دونها قبل سنوات، مما يكشف عن وعي عميق وإحساس متقدم بقرب أجله.
ونشرت عدد من المواقع الإخبارية مضامين هذه الوصية، التي كانت موضوعة تحت وصاية ثلاثة أفراد مقربين من عائلته بالإضافة إلى محاميه الشخصي، في خطوة تظهر حرصه الشديد على تنفيذ آخر رغباته بدقة.
مضامين الوصية: بين الخاص والعام
وبحسب ما تم تداوله، فإن الوصية تنقسم إلى عدة أقسام متميزة:
-
قسم عائلي خاص جداً: تم التكتم عليه بشكل تام وعدم الإفصاح عن تفاصيله احتراماً لخصوصية العائلة ومراعاة لمشاعرها في وقت الحزن.
-
قسم يتعلق بأملاكه وممتلكاته: حيث أوصى بكيفية التصرف بها.
-
قسم فني: تضمن توجيهات بخصوص إرثه الفني والأعمال التي قدمها على مدى عقود.
ثروة فنية وإنسانية: توزيع يعكس قيم الراحل
كشفت المصادر عن أن الفنان الراحل كان يمتلك ثروة لا بأس بها، شملت:
-
أموالاً منقولة (سيولة نقدية واستثمارات).
-
أموالاً غير منقولة (عقارات وممتلكات).
-
أصولاً خارج سوريا، وتحديداً في جمهورية مصر العربية، حيث كان له حضور فني ومحبون.
وقد جاءت وصيته فيما يخص هذه الثروة معبرةً عن إنسانيته العميقة وحسه الكبير تجاه المسؤولية الاجتماعية:
-
ثلاثة أرباع الثروة (75%): أوصى بأن تذهب إلى زوجته، وذلك تقديراً لدورها وكونها المسؤولة المباشرة عن رعاية وتنشئة أبنائه الأربعة وضمان مستقبلهم.
-
الربع المتبقي (25%): خصصه للعمل الخيري والإنساني، حيث أوصى بأن يُوجّه هذا الجزء بالكامل لصالح الجمعيات الخيرية، مع إعطاء أولوية خاصة للمنظمات التي تعنى بـ:
-
مرضى السرطان ومكافحة هذا الداء.
-
رعاية الأيتام والعناية بهم وتأمين حياة كريمة لهم.
-
خاتمة: الفنان الإنسان
لم يكتفِ محمد قنوع بأن يترك وراءه إرثاً فنياً خالداً، بل أكد من خلال وصيته الحكيمة والكريمة أنه كان فناناً بإنسانيته أولاً. لقد حول رحيله المفاجئ إلى درس في العطاء والتضامن، مثبتاً أن قيمة المرء لا تقاس بأدواره على الشاشة فقط، بل بما يتركه من أثر طيب في قلوب الناس ومجتمعه حتى بعد رحيله.