مياه الأمطار تقتحم منزل أميتاب باتشان فيديو
مومباي – في مشهد يعكس قوة الطبيعة، اجتاحت المياه المتدفقة نتيجة الأمطار الموسمية الغزيرة المنزل التاريخي للنجم السينمائي العالمي أميتاب باتشان، والمعروف باسم “براتيكشا”، الواقع في الحي الراقي جوهو بمدينة مومباي الهندية.
كارثة طبيعية تهدد معلمًا ثقافيًا:
أظهرت مقاطع فيديو متداولة تجمع المياه بشكل كبير واقتحامها لأجزاء من المنزل الشهير، حيث تجمعت السيول أمام البوابة الرئيسية للمنزل بشكل لافت، مما يعكس حدة الأمطار التي شهدتها المدينة خلال الساعات الماضية وأدت إلى اضطراب حركة الحياة في العديد من الأحياء الراقية.
منزل يحمل إرثًا سينمائيًا:
يعد منزل “براتيكشا” أكثر من مجرد مكان للإقامة؛ فهو يمثل جزءًا أساسيًا من تاريخ السينما الهندية ومسيرة نجاح باتشان. انتقل إليه النجم العالمي عام 1976 مع والديه،
بعد النجاح الساحق الذي حققه في فيلم “شولاي” (Sholay) الذي يعتبر من أعظم الأفلام في تاريخ بوليوود. وقد أصبح المنزل مقرًا رئيسيًا للعائلة وشاهدًا على تحول باتشان إلى أسطورة حية.
تحول ملكية المنزل:
وبحسب التقارير الإعلامية، لم يعد المنزل ملكًا للنجم العالمي مباشرة، حيث أشارت التقارير إلى أنه قام بإهدائه لابنته شويتا باتشان، التي صنعت لنفسها اسمًا لامعًا في مجال الكتابة والإعلام، حيث تعد من أبرز الوجوه في عالم الصحافة وتقديم البرامج التلفزيونية، مما يضيف بُعدًا عائليًا خاصًا لقصة هذا المنزل التاريخي.
يُعتبر أميتاب باتشان أحد عمالقة السينما الهندية وأكثر نجومها شهرةً وتأثيراً على مستوى العالم. تمتد مسيرته الفنية الحافلة لأكثر من خمسة عقود، قدم خلالها أكثر من 160 فيلماً سينمائياً، متنقلاً بين أدوار البطولة والأدوار المساندة ببراعة نادرة، ليكون بحق أيقونة سينمائية حية.
اسم يحمل قصة: من “انقلاب” إلى “أميتاب”
كان والدا أميتاب، الشاعر الهندي الكبير هاريڤانش راي باتشان والسيدة تيجي باتشان، ينويان في الأصل تسميته “انقلاب” (Inquilaab)، تيمناً بشعار الثورة الهندية من أجل الاستقلال “Inquilaab Zindabad” الذي يعني “عاشت الثورة”. إلا أنهما تراجعا عن هذه الفكرة بناءً على اقتراح من الصديق الشاعر الهندي البارز سوميتراناندان بانت، واختارا له اسم “أميتاب” الذي يعني في اللغة السنسكريتية “الضوء الذي لا يخفت بريقه”. أما لقب “باتشان” فهو في الأصل لقب عائلة والدته.
البدايات الصعبة ونبوغ مبكر
عانى باتشان من ظروف معيشية صعبة في بداية حياته، ووصل به الحال إلى قضاء ليالٍ عديدة نائماً على مقعد في شارع “مارين درايف” الشهير في مومباي. كما واجه رفضاً مبكراً عندما رفضته “شبكة الإذاعة الوطنية العامة” (كل الهند راديو) للعمل كمذيع due to صوته العميق جداً الذي اعتبروه غير مناسب للبث. بدأ مسيرته الفنية بشكل متواضع بأداء الأدوار الصوتية فقط في الأفلام، قبل أن يحصل على أول فرصة تمثيل حقيقية.
مواهب غير عادية وأحلام مختلفة
يتميز باتشان بموهبة غير عادية تتمثل في قدرته على استخدام كلتا يديه بمهارة متساوية (Ambidexterity). وعلى عكس ما قد يتوقعه الكثيرون، لم يكن التمثيل حلم طفولته؛ فقد حلم في صغره بأن يصبح مهندساً أو طياراً في القوات الجوية الهندية، قبل أن تقوده الأقدار إلى عالم السينما.
إنجازات استثنائية وهوايات فاخرة
يحتكر باتشان العديد من الألقاب الاستثنائية، فهو أول ممثل آسيوي يُقام له تمثال من الشمع في متحف “مدام توسو” الشهير في لندن. أما هواياته فتعكس ذوقاً راقياً، فهو شغوف بجمع السيارات الفاخرة ويمتلك أسطولاً يضم 12 سيارة من أرقى الماركات مثل مرسيدس بنز SL 500 ورولز رويس فانتوم. بالإضافة إلى شغفه بجمع الساعات والأقلام الفاخرة، لدرجة أن شركة “مونت بلانك” الألمانية تقدم له قلماً فاخراً كهدية في كل عيد ميلاد.
تحديات صحية وشخصية
كشف باتشان عن معاناته الصحية في مناسبات عديدة، حيث أصيب بمرض السل وفيروس التهاب الكبد (B)، مما تسبب في تلف 75% من كبده، وهو الآن يعيش بوظيفة 25% فقط من الكبد. وعلى الصعيد الشخصي، تعرض زواجه من الممثلة جايا بهادوري، الذي بدأ في عام 1973، لأزمة كبيرة بسبب علاقة خارجية مع الممثلة ريخا أثناء تصوير فيلم “سلسلة” (Silsila)، لكن الزوجين تمكنا من تخطي المحنة والحفاظ على كيان أسرتهما.
تكريم مستحق وإرث خالد
حصد باتشان خلال مسيرته عدداً هائلاً من الجوائز والتكريمات، أبرزها 15 جائزة من حفل “فيلمفير” السينمائي المرموق. كما منحته الحكومة الهندية أرفع ثلاثة أوسمة مدنية، هي: “بادما شري” (1984)، و”بادما بوشان” (2001)، و”بادما Vibhushan” (2015)، تقديراً لإسهاماته البارزة في الفن والثقافة الهندية.