أخبار الفن

القبض على البلوجر بسنت محمد

باتت نجمات وسائل التواصل الاجتماعي تحت مجهر القانون المصري بشكل متزايد، وفي حلقة جديدة من هذه المواجهة، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على التيك توكر الشهيرة بسنت محمد بعد أن أثارت عاصفة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي.

حيث نشرت ما يزيد عن 250 فيديو عبر حسابات متعددة، وُصفت بأنها “خادشة للحياء” وتتعدى على القيم المجتمعية السائدة، مما دفع الجهات المعنية للتحرك سريعًا.

التفاصيل الكاملة للقبض والإجراءات

وفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية المصرية، تم إلقاء القبض على بسنت محمد (20 عامًا) داخل أحد المقاهي في منطقة الرمل في الإسكندرية، وذلك بعد عملية مراقبة واستطلاع دقيقة لنشاطها على الإنترنت.

وأشار البيان إلى أنه تم التحفظ على هاتفها المحمول فور القبض عليها تمهيدًا لفحصه وتحليله كأداة رئيسية في الجريمة المزعومة. كما أفادت مصادر أمنية بأنه عُثر بحوزتها على هاتفين من نوع آيفون، بالإضافة إلى زجاجة ويسكي وسيجارتين من مخدر الحشيش، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال هذه المضبوطات.

أصل البلاغات والاتهامات الموجهة

لم يأتِ اعتقال بسنت من فراغ، بل جاء استجابة لعدة بلاغات رفعها مواطنون ومحامون ضدها. وكان أبرز هذه البلاغات من تقديم المحامي أشرف فرحات، مؤسس الحملة المجتمعية الشهيرة “خليها تنضف”. وتتلخص الاتهامات الموجهة لها في “نشر فيديوهات تخدش الحياء العام”

 و“التعدي على القيم الأسرية” للمجتمع المصري، وذلك استنادًا إلى مواد قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، والذي يُجرّم إنشاء أو نشر محتوى إباحي أو مسيء عبر الوسائط الإلكترونية.

نشأة بسنت محمد ورحلتها نحو الشهرة

وراء الشاشة والشهرة، قصة شخصية بدأت في محافظة مطروح، حيث وُلدت بسنت محمد قبل أن تنتقل مع أسرتها للعيش في مدينة الإسكندرية، ثم تتجه لاحقًا إلى القاهرة طلبًا للشهرة والظهور. وفي رحلة سعيها، وجدت في منصة تيك توك المنفذ الأمثل،

حيث اشتهرت بنشر مقاطع فيديو ترقص فيها على أنغام الأغاني الشعبية، إلى جانب مقاطع أخرى تركز بشكل لافت على مظهرها الجسدي، وهو ما صنع لها قاعدة جماهيرية واسعة لكنه أيضًا وضعها في قلب العواصف.

تواجدها الرقمي وقاعدة متابعيها

امتلكت بسنت محمد وجودًا لافتًا على عدة منصات رقمية. فبخلاف حسابها الأساسي على تيك توك، كان لها حساب على إنستجرام تجاوز عدد متابعيها 407 آلاف متابع، بينما كانت هي نفسها لا تتابع سوى 12 حسابًا فقط، من بينهم اليوتيوبر المعروف علي غزلان. كما أسست قناة على يوتيوب نجحت في جذب أكثر من 8 آلاف مشترك، مما يشير إلى استراتيجية متعمدة لبناء علامتها الشخصية عبر منصات متعددة.

الظهور الأخير ورد فعلها قبل الاعتقال

قبل ساعات من اعتقالها، حاولت بسنت تهدئة جمهورها وإرسال رسالة طمأنينة، فنشرت على حسابها الخاص بـ إنستجرام صورة تحمل آية قرآنية من سورة التوبة“لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا”، وعلقت عليها بقولها:

 “مش زعلانة لأني اتظلمت، عشان الله دايما ينصر المظلوم”. هذا المنشور يُعتبر دليلاً على إحساسها بالملاحقة القانونية القادمة ويحاول تقديم نفسها في صورة “المظلومة”.

المستقبل القانوني: التهم والعقوبات المحتملة

تواجه بسنت محمد تهمًا قانونية جسيمة قد تعرضها لعقوبات شديدة. حيث باشرت جهات التحقيق تحقيقات موسعة معها، ومن المتوقع أن تُحال قضيتها إلى النيابة العامة المختصة بجرائم تقنية المعلومات. وستتركز التحقيقات حول اتهامات “نشر محتوى فاضح” و“خدش الحياء العام” وحيازة مواد مخدرة.

وتتراوح العقوبات المنصوص عليها في قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات لهذه الجرائم بين الحبس والغرامة المالية الكبيرة، وتُحدد العقوبة النهائية بناءً على حيثيات التحقيق ومدى خطورة المحتوى المنشور.

الخاتمة:

تمثل قضية بسنت محمد نموذجًا صارخًا للصراع الدائر بين معايير الشهرة الرقمية الحديثة والضوابط المجتمعية والقانونية في مصر، حيث تكرس الدولة جهودًا كبيرة لمراقبة المحتوى الرقمي ومحاسبة من يُعتبر متجاوزًا للخطوط الحمراء الأخلاقية والقانونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى