منوعات

فيديو إطلاق أسد على عامل مصري في ليبيا.. قصة دعابة تحولت إلى صدمة

أثار مقطع فيديو صادم لمواطن ليبي يطلق أسداً مدرباً على عامل مصري داخل مزرعته في طرابلس، موجة غضب عارمة في ليبيا ومصر، وكشف عن استهتار صارخ بحياة الإنسان واستخفاف بكرامة العمالة الوافدة.

تفاصيل الحادثة: رعب حقيقي وضحك مستهتر

ظهر في المقطع المصور الذي انتشر على نطاق واسع، العامل المصري “علاء” في حالة ذعر شديد بينما يطوق الأسد جسده ويعض كتفه، بينما يحاول الفرار من بين مخالبه. اللافت كان سلوك صاحب المزرعة “عبد الفتاح الساعدي”، الذي ظهر في الخلفية ضاحكاً ومستهتراً وهو يوثق الحادثة بكاميرته، دون أي تحرك لإنقاذ العامل أو إبداء قلقه على حياته.

محاولة تبرير فاشلة: من “محاولة قتل” إلى “دعابة بين أشقاء”!

بعد الانتشار الواسع للفيديو وما أثارته من غضب، حاول الساعدي تبرير فعلته بمقطع فيديو آخر، زعم فيه أن الحادثة مجرد “دعابة بين أشقاء”، ونفى أي نية للإساءة، مؤكداً أن علاقته بالعامل المصري قوية وممتدة منذ سنوات. كما أرسل تحياته لأهل مصر قائلاً: “تحية لأهل الصعيد وتحيا مصر”. لكن هذه التبريرات قوبلت بموقفين:

  • قبول محدود: من قبل بعض المتابعين الذين رأوا في الأمر سوء تقدير للمزاح.

  • رفض واسع: من قبل الغالبية التي اعتبرت أن ما حدث تجاوز كل حدود المزاح، خاصة مع الأدلة المرئية على حالة الرعب التي عاشها العامل.

العامل المصري: بين الصدمة والضغوط غير المباشرة

ظهر العامل المصري “علاء” في فيديو منفصل، حاول فيه تهدئة الأجواء، مؤكداً أنه يعمل في ليبيا منذ عام 2008 وعلاقته بأسرة الساعدي جيدة، ووصف الحادثة بأنها “دعابة غير مقصودة”.

لكن مراقبة تعابير وجهه في الفيديو الأصلي وتوسلاته الصادقة (“والله عض، بالله عليك، بس خلاص”) كشفت حجم الصدمة والرعب الذي تعرض له، مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن تصريحاته جاءت تحت ضغوط غير مباشرة أو خوف من فقدان عمله.

ردود الفعل: غضب شعبي وإجراءات قانونية فورية

  1. وسائل التواصل الاجتماعي: اشتعلت platforms بالغضب من كلا الجانبين المصري والليبي، حيث:

    • وصف النشطاء الليبيون الحادثة بـ “الإهانة غير المقبولة”.

    • طالبوا بمحاسبة المتهم ومنع تربية الحيوانات المفترسة.

    • اعتبر النشطاء المصريون أن كرامة العامل المصري “خط أحمر”.

  2. النيابة العامة الليبية: تحركت فوراً وأصدرت بياناً وصف الفعل بـ “سلوك يكشف سخف العقل وفظاظة مرتكبه”، مؤكدة أن استخدام حيوان مفترس لبث الرعب والاستهزاء بالضحايا جريمة لا تمر دون عقاب.

  3. القبض على المتهم: تم إلقاء القبض على عبد الفتاح الساعدي، وتبين خلال التحقيق أنه مطلوب قضائياً أحكام غيابية تصل إلى 14 سنة في قضايا سابقة، مما زاد من حدة الموقف تجاهه.

ظاهرة خطيرة: تربية الحيوانات المفترسة في ليبيا

سلطت الحادثة الضوء على ظاهرة مزعجة في ليبيا، وهي تربية الحيوانات المفترسة (مثل الأسود والنمور) في المزارع والمنازل بشكل غير قانوني. وقد تسببت هذه الظاهرة في الماضي بعدة كوارث، منها:

  • وفاة طفل عمره 4 سنوات في أجدابيا بعد هجوم نمر.

  • مقتل عامل سوداني بعد أن التهمته أسود في بنغازي.

على الرغم من وجود قرارات حكومية تحظر هذه الممارسة، إلا أن ضعف الرقابة يجعلها مستمرة.

الخلاصة: ليست مزاحاً.. بل جريمة يعاقب عليها القانون

ما حدث مع العامل المصري “علاء” ليس مزاحاً، بل هو:

  • جريمة تعريض حياة إنسان للخطر.

  • استهتار صارخ بكرامة الإنسان.

  • انعكاس لغياب الردع القانوني في بعض القضايا.

النيابة الليبية sent رسالة واضحة بأن مثل هذه السلوكيات لن تمر دون محاسبة، وأن حياة البشر ليست مجالاً للمزاح أو الاستعراض. الحادثة انتهت بحبس المتهم وفتح تحقيقات موسعة، كمحاولة لردع أي استهتار آخر بحياة الإنسان في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى