صحة

لماذا تشعر بالدوار أو الدوخة عند الوقوف بشكل مفاجئ؟

يشعر العديد من الأشخاص بشعور مزعج من الدوخة أو الدوار عند النهوض بشكل مفاجئ من الجلوس أو الاستلقاء. غالباً ما يتساءل هؤلاء عما إذا كان هذا الأمر مرتبطاً بمشكلة في ضغط الدم أم أنه عرض عابر لا يدعو للقلق. في هذا التقرير، سنستعرض بالتفصيل الأسباب العلمية وراء هذه الظاهرة، بناءً على تفسيرات الخبراء من مؤسسة “كليفيلاند كلينيك” الطبية المرموقة.

ما الذي يحدث داخل جسمك عند الوقوف؟

يشرح الدكتور جيفري كورسون، طبيب القلب في مستشفى كليفلاند كلينيك، الآلية الفسيولوجية وراء هذه الظاهرة بدقة. عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف، تؤثر قوة الجاذبية الأرضية على جسمك، مما يتسبب في تجمع كمية من الدم بشكل مؤقت في الأوردة الموجودة في الجزء السفلِي من الجسم (الساقين والبطن).

عادةً، يكون لجسمك ردود فعل تلقائية وسريعة لمواجهة هذا التأثير. حيث ينبض القلب بشكل أسرع قليلاً وتنقبض الأوعية الدموية لدفع الدم مرة أخرى نحو الأعلى، بهدف الحفاظ على استقرار ضغط الدم وضمان وصول كمية كافية من الدم والأكسجين إلى الدماغ.

لماذا تشعر بالدوار إذن؟

يحدث الشعور بالدوار أو الدوخة عندما تكون هذه الاستجابات التلقائية غير سريعة بما يكفي أو غير فعالة. إذا تأخر الجسم في تنفيذ هذه الآلية التعويضية، فإن النتيجة المباشرة هي حدوث انخفاض مؤقت ولكنه سريع في ضغط الدم العام، وبالأخص ضغط الدم المتجه إلى الدماغ. هذا الانخفاض القصير في إمداد الدماغ بالدم هو الذي يجعلك تشعر بتلك الدوخة، أو تشوش الرؤية، أو الإحساس بعدم التوازن للحظات.

نصائح عملية ضرورية لتجنب الدوار

يقدم الدكتور كورسون مجموعة من الإرشادات البسيطة والفعالة للغاية للتعامل مع هذه الحالة والوقاية منها:

  1. عدم الاستعجال في تغيير الوضعية: يُنصح دائماً بأخذ وقتك عند الانتقال من وضعية إلى أخرى. سواء كنت منحنياً وتريد الوقوف، أو جالساً وتريد النهوض، افعل ذلك ببطء وتدرج.

  2. ما يجب فعله عند الشعور بنوبة دوار شديدة: إذا شعرت أن الدوار قوي جداً لدرجة أنك قد تفقد وعيك، أو إذا لم تختفِ الدوخة خلال بضع ثوانٍ، يجب أن تجلس أو تستلقي على الفور. هذا الإجراء البسيط يمنع السقوط والإصابات المحتملة، ويسمح للجاذبية بتوزيع الدم مرة أخرى بشكل طبيعي نحو الدماغ.

  3. النهوض من السرير بذكاء: كن حذراً بشكل خاص عند النهوض من الفراش. لا تقف فجأة. بدلاً من ذلك، اجلس أولاً على حافة السرير لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 ثانية. بعد ذلك، قف وقوفاً ثابتاً وامنح نفسك بضع ثوانٍ أخرى قبل أن تبدأ في المشي، لتمنح جهازك الدوري الفرصة الكافية للتكيف.

  4. أوقات أخرى تتطلب الحذر: تكون أكثر عرضة للشعور بالدوار في هذه المواقف:

    • فترة الصباح الباكر بعد الاستيقاظ من النوم.

    • بعد الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة.

    • ** عند الاستيقاظ في منتصف الليل** للذهاب إلى الحمام.

    • بعد تناول وجبات طعام كبيرة ودسمة.

    • بعد الاستحمام بماء ساخن لفترة طويلة.

الأسباب الكامنة: متى يجب استشارة الطبيب؟

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تعطل آلية تنظيم ضغط الدم الطبيعية في جسمك، مما يزيد من حدوث هذه المشكلة، منها:

  • التقدم في العمر.

  • تناول بعض أنواع الأدوية (مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم، ومدرات البول).

  • وجود مشاكل طبية معينة (مثل فقر الدم، الجفاف، مشاكل القلب، أو اضطرابات الجهاز العصبي).

  • الإصابة بالجفاف بسبب قلة شرب السوائل.

الخلاصة: إذا كانت نوبات الدوار هذه تحدث لك بشكل متكرر، أو كانت شديدة، أو مصحوبة بأعراض أخرى مثل الإغماء الفعلي، آلام في الصدر، أو خفقان في القلب، فمن الضروري جداً استشارة الطبيب. يمكن للطبيب تحديد السبب الجذري وراء ذلك، سواء كان أمراً بسيطاً مثل الجفاف أو يحتاج إلى متابعة طبية أكثر تعمقاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى