منوعات

مصباح الماء … نور بلا كهرباء..فكرة بسيطة ومجانية

في عالم يعتمد بشكل كبير على الكهرباء والطاقة التقليدية، يأتي اختراع بسيط لكنه ثوري ليُثبت أن الحلول العبقرية لا تحتاج دائمًا إلى تقنيات معقدة أو تكاليف باهظة. إنه “مصباح الماء”، الذي ابتكره البرازيلي ألفريدو موسر عام 2002، ليُحدث تغييرًا جذريًا في حياة آلاف الأسر الفقيرة حول العالم.

الفكرة البسيطة بلمسة عبقرية

يعتمد الاختراع على استخدام مواد متوفرة في أي منزل، وهي:

  • زجاجة بلاستيكية شفافة (عادةً من مخلفات المشروبات الغازية).

  • ماء نظيف مع إضافة قليل من الكلور (لمنع تكوّن الطحالب مع مرور الوقت).

  • قطعة صغيرة من السيليكون أو المادة اللاصقة لإحكام إغلاق الفتحة.

تُثبت الزجاجة في سقف المنزل (كما هو موضح في الصور)، بحيث يكون نصفها خارج السقف والنصف الآخر داخل الغرفة. وعندما تسطع الشمس، يعبر الضوء عبر الماء، فينكسر ويتشتت في كل اتجاهات الغرفة بزاوية 360 درجة، مما يُنتج إضاءة تعادل لمبة كهربائية بقوة 50-60 واط – دون استخدام أي كهرباء على الإطلاق!

 

كيف انتشر هذا الابتكار عالميًا؟

رغم بساطة الفكرة، إلا أن تأثيرها كان هائلاً. فقد التقطت المنظمات الخيرية والمبادرات المجتمعية هذا الاختراع، وقامت بتطويره ونشره في العديد من الدول النامية، حيث يعاني الملايين من نقص الكهرباء أو عدم القدرة على تحمل تكاليفها.

ومن أبرز المبادرات التي ساهمت في نشر المصباح المائي:

  • مشروع “لتر من الضوء” (Liter of Light) في الفلبين، الذي قام بتركيب أكثر من مليون زجاجة مضاءة في المنازل والمدارس.

  • انتشاره في الهند، حيث ساعد العائلات التي تعيش في أحياء فقيرة أو مناطق ريفية نائية.

  • استخدامه في بعض مناطق أفريقيا وأمريكا اللاتينية كحل مستدام للإضاءة النهارية.

فوائد مصباح الماء

  1. صديق للبيئة: لا يحتاج إلى كهرباء، ولا ينتج أي انبعاثات ضارة.

  2. منخفض التكلفة: تكلفته لا تذكر مقارنةً بالإنارة التقليدية.

  3. سهل الصيانة: يعمل لسنوات دون الحاجة إلى تغيير الماء إذا أُضيف إليه الكلور.

  4. آمن للأطفال: لا خطر من الحرائق أو الصعق الكهربائي.

تحديات وتطويرات مستقبلية

رغم أن المصباح المائي يعمل فقط في النهار، إلا أن بعض المبادرات حاولت تطويره ليعمل ليلًا أيضًا، من خلال دمج مواد مضيئة ليلاً أو استخدام ألواح شمسية صغيرة لتخزين الطاقة.

خاتمة: إضاءة الأمل

يُعتبر مصباح الماء نموذجًا رائعًا للابتكار الاجتماعي الذي يُحقق تأثيرًا كبيرًا بموارد محدودة. فهو ليس مجرد اختراع، بل رسالة أمل تُذكرنا بأن الحلول لأكبر المشاكل قد تكمن في أبسط الأشياء من حولنا.

لذا، في المرة القادمة التي ترمي فيها زجاجة بلاستيكية، تذكر أنها قد تكون مصدر نورٍ لشخصٍ ما في مكانٍ آخر من العالم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى