في مشهد بدا وكأنه مقتطع من فيلم خيال علمي، شعر سكان بلدة “دايسن” الساحلية الصغيرة في محافظة توتوري اليابانية بالدهشة والحيرة، عندما ارتفعت في سماء الليل المظلمة تسعة أعمدة ضوئية شبحية.
مما أثار تخميناتٍ وصلت إلى حد الاعتقاد بزيارة كائنات فضائية للمنطقة. لكن الحقيقة التي كُشف عنها لاحقاً كانت أكثر إثارة، وتكمن في ظاهرة طبيعية مدهشة.
محتــويات المقــال
مشهد خارق يولد التكهنات: بين الخيال العلمي والواقع
عندما نشر أحد السكان، ويدعى “ماشي”، صورة الأعمدة الضوئية على موقع “إكس” (تويتر سابقاً)، وصف المشهد بقوله: “عندما نظرت إلى السماء أمام منزلي في تلك الليلة، رأيت عدة خطوط من الضوء في اتجاه بحر اليابان”.
هذا المنظر غير المألوف أشعل خيال المتابعين، حيث بدا وكأنه مشاهد لأسطول من المركبات الفضائية الغريبة تضيء السماء من خلال حزم ضوئية غامضة.
وكتب “ماشي” أن “الكثيرون تكهنوا بأنها أضواء مركبات مخلوقات فضائية”، مما يعكس مدى غرابة وروعة المشهد الذي شهده السكان.
كشف اللغز: عندما تلتقي أضواء البحر بسقف السحاب
لم يكن للأمر علاقة بالفضائيين، بل كان لقاءً ساحراً بين عناصر الطبيعة والتكنولوجيا البشرية. أوضح “ماشي” أن التفسير العلمي المنطقي يكمن في:
-
المصدر الحقيقي: الأضواء المنعكسة في السماء لم تكن سوى أضواء سفن الصيد البحرية التي تعمل ليلاً في منطقة الصيد المزدحمة القريبة من البلدة.
-
الظاهرة البصرية: هذه الأضواء انعكست وانكسرت في السحب المنخفضة التي كانت تغطي السماء تلك الليلة، لترسم هذه الأعمدة الضوئية المبهرة.
“الإساريبي كوتشو”: جمال نادر في سماء الليل
لهذه الظاهرة اسم محلي في اليابان يعكس ندرتها وجمالها، حيث أشار “ماشي” إلى أنها تُسمى “الإساريبي كوتشو”. وتعتمد هذه الظاهرة على توافر شروط جوية محددة جداً:
-
وجود سحب منخفضة ذات بلورات ثلجية دقيقة.
-
غياب الرياح للحفاظ على استقرار السحب.
-
مصدر ضوئي قوي ومباشر من الأسفل (مثل أضواء السفن القوية).
ونظراً لندرة اجتماع هذه العوامل، أكدت إحدى القاطنات في البلدة، واسمها “مارسي”، على ندرة المشهد قائلة: “انتقلت إلى المدينة منذ عقد من الزمان، ولم أر هذه الأضواء إلا ثلاث أو أربع مرات فقط”. وهذا ما يجعل مشاهدة “الإساريبي كوتشو” حدثاً استثنائياً ومحظوظاً حتى بالنسبة للسكان المحليين أنفسهم.
الخلاصة: الطبيعة لا تزال المصدر الأول للإبهار
قصة الأعمدة الضوئية في سماء “دايسن” تذكرنا بأن الطبيعة قادرة على تقديم عروض بصرية تفوق في روعة وجمالها أي مؤثرات بشرية أو قصص خيالية.
لقد نجحت ظاهرة “الإساريبي كوتشو” في تحويل أضواء عمل بحري روتيني إلى لوحة فنية سماوية أذهلت السكان، إثبات مرة أخرى أن الحقيقة يمكن أن تكون أكثر إثارة للدهشة من الخيال.





