أمي تريد كركم
في حيٍ هادئ، حيث يعيش الناس في جوٍ من المحبة والتآلف، حدثت قصة طريفة تُظهر براءة الأطفال ومدى لطفهم في تفسير العالم من حولهم. كان محمد طفلاً صغيراً في الخامسة من عمره، يتمتع بقلبٍ طيب وذاكرةٍ مرحة، لكنه أحياناً يخطئ في فهم الكلمات بسبب صغر سنه.
في أحد الأيام، طلبت منه والدته أن يذهب إلى جارتهم السيدة فاطمة ليسألها عن “كركم” – ذلك البهار الذهبي الذي تحتاجه لوصفة الطعام التي تعدها. نظر إليها محمد باهتمام، ثم انطلق مسرعاً إلى بيت الجارة، لكن الكلمة “كركم” التبست في ذهنه الصغير، فظنها “كُلكم”!
وقف ببراءة أمام باب الجارة، وقال لها: “أمي تقول تعالوا كُلكم عندنا!” فدهشت السيدة فاطمة من هذه الدعوة المفاجئة، لكنها ابتسمت لبراءته. سألته: “كلنا؟ حقاً تريدنا أن نأتي جميعاً؟” فأكد لها محمد بكل ثقة: “نعم، كلكم!”
لم تتردد الجارة الطيبة، فاتصلت ببعض الجيران وأخبرتهم بدعوة والدة محمد، فظنوا أنها تريد تكريمهم أو لديها مناسبة خاصة. تجمعوا أمام المنزل، وطرقوا الباب، ففوجئت الأم بالجيران يحضرون جماعياً! وعندما سألتهم عن السبب، أشاروا إلى محمد الصغير، الذي قال بفخر: “ماما، جبت كلكم كما طلبتِ!”
انفجر الجميع في الضحك عندما اكتشفوا سوء الفهم، وتحولت الدعوة البريئة إلى لقاء عفوي جميل، جلسوا فيه يتشاركون الشاي والحكايات. ومن ذلك اليوم، أصبحت قصة “محمد والكركم” نكتةً محببة في الحي، تذكرهم ببراءة الأطفال وقدرتهم على تحويل الأخطاء البسيطة إلى لحظات من الفرح والوحدة.
الخلاصة:
في كثير من الأحيان، تُخفي الأخطاء البريئة مفاجآت سعيدة. فسوء فهم محمد الصغير لم يُربك الموقف، بل صنع ذكريات دافئة بين الجيران، proving أن اللطف والبراءة يمكن أن يجعلا الحياة أكثر بهجة!