مالك شقة ليلي مراد المسكونة يحكي تفاصيل مرعبة : بشوف في الشقة أشباح و أطفال بتعيط و أوقات بكلمهم
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الأسطورة ليلى مراد التي رحلت عن عالمنا عام 1995 عن عمر يناهز 77 عاماً، تاركةً وراءها إرثاً فنياً غنائياً لا يزال محفوراً في وجدان الجماهير العربية. عاشت “سندريلا الشرق” في الطابق الحادي عشر من عمارة الإيموبيليا الشهيرة، لتتحول شقتها بعد رحيلها إلى لغز محير وموضوع للعديد من القصص الغريبة.
أسطورة الشقة المسكونة
تدور القصة حول المخرج خالد الحجر الذي أراد شراء شقة ليلى مراد من ابنها الفنان الراحل زكي فطين عبد الوهاب. بعد مفاوضات، تم الاتفاق على تأجير الشقة مع الاحتفاظ بمقتنياتها الأصلية. يروي الحجر أنه عند زيارته الأولى للشقة، شعر بإحساس غريب ورأى طيفاً عابراً، ثم بدأ يلاحظ ظهور شبح لسيدة ترتدي روباً أبيض أثناء إقامته هناك، مشابهاً لليلى مراد في هيئتها.
عمارة الإيموبيليا: صرح الفن والغموض
شُيدت عمارة الإيموبيليا عام 1938 كأول ناطحة سحاب مصرية، وتقع في قلب القاهرة عند تقاطع شارعي شريف وقصر النيل. كانت هذه العمارة الفاخرة مقراً للعديد من نجوم الفن والثقافة في العصر الذهبي، منهم محمد عبد الوهاب وتحية كاريوكا ويوسف السباعي. لكنها اليوم فقدت بريقها وتحولت إلى مبنى شبه مهجور، يعاني من الإهمال والعشوائية.
التناقض في روايات الأشباح
أصر خالد الحجر لسنوات على روايته عن المشاهدات الغريبة في الشقة، واصفاً تفاصيل دقيقة عن الأرواح التي تظهر في الممرات وغرف النوم والحمامات. لكنه تراجع لاحقاً عن هذه الرواية في إحدى المقابلات التلفزيونية، قائلاً إن ما شعر به كان مجرد “طاقة روحية” للمكان. كما خرج مدير الأمن بالعمارة ليكذب ادعاءات الحجر بالكامل، مؤكداً أنه لم يسكن الشقة الأصلية لليلى مراد قط.
الجذور التاريخية للأسطورة
يرجع بعض المحللين انتشار هذه الأسطورة إلى عدة عوامل:
-
تاريخ العمارة الحافل بالمآسي، بما في ذلك جريمة قتل مروعة في الطابق الخامس عام 1947
-
حالات انتحار بعض المقيمين السابقين
-
التحول الدراماتيكي للعمارة من مكان للنخبة إلى مبنى مهمل
-
ارتباط المكان بشخصية فنية أسطورية مثل ليلى مراد
نداء للحفاظ على التراث
بغض النظر عن صحة أسطورة الشقة المسكونة، تبقى عمارة الإيموبيليا تحفة معمارية وشاهداً على حقبة ذهبية من الفن المصري. إن الحفاظ على هذا التراث المعماري والفني أهم من أي قصص خيالية، فهو يمثل ذاكرة الأمة وتراثها الثقافي الذي يستحق الحماية والتقدير.
خاتمة
تبقى قصة شقة ليلى مراد في عمارة الإيموبيليا مزيجاً ساحراً بين الواقع والخيال، التاريخ والأسطورة. لكن الأهم من الأساطير هو الحفاظ على الإرث الفني الحقيقي لليلى مراد والعمارة التي سكنتها، كجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي المصري الذي يستحق أن يبقى حياً في الذاكرة الجمعية للأجيال القادمة.