شاب سعودي فقد حياته بسبب لدغة الثعبان الأسود الخبيث
في حـ,,ـادثة مأسـ,,ـاوية، لقي مواطن سعودي أربعيني -يتمتع بصحة جيدة- حتفه بعد تعرُّضه للدغة ثعبان “الأسود الخبيث” في محافظة المجاردة، حيث دار صراعٌ دامٍ بين الرجل والثعبان انتهى بمـ,,ـقتل كليهما. تمكن الشاب من قـ,,ـتل الثعبان بعد أن لدغه، وحمله معه إلى المستشفى كدليل على ما حدث، في مشهدٍ يعكس شجاعته رغم الخطـ,,ـر الممـ,,ـيت.
تفاصيل الحادثة
روى المواطن أحمد محمد الكميتي لـ”سبق” أن ابنه تركي (الأربعيني) تعرَّض للدغة الثعبان في كعب رجله اليسرى أثناء توجهه لصلاة العشاء في فناء منزل العائلة. وعلى الفور، قام تركي بقـ,,ـتل الثعبان، لينقله والده معه إلى مستشفى المجاردة العام خلال 20 دقيقة فقط. ومع ذلك، لم يُكتب له النجاة؛ إذ تدهورت حالته سريعاً، وتعرض لضيقٍ حادّ في التنفس واختناقٍ، ليفارق الحياة بعد 25 دقيقة من وصوله المستشفى، وهو ما يزال ممسكاً بيد والده.
وناشد “الكميتي” الجهات المعنية بضرورة تكثيف جهود مكافحة الثعابين، ورش المبيدات في المناطق الريفية والقرى التي تشهد تكاثراً لهذه الزواحف الخـ,,ـطرة.
ثعبان الأسود الخبيث: القاتل الصامت
أوضح حمزة الغامدي، رئيس جمعية “أمم لحماية الحياة الفطرية” في الباحة، أن ثعبان “الأسود الخبيث” يُعد من أخـ,,ـطر الثعابين في العالم، وذلك بسبب سـ,,ـمّه الذي يهاجم القلب والجهاز العصبي والدمـ,,ـوي بشكلٍ فوري. وأضاف أن هذا النوع ينشط ليلاً، ويوصف بأنه “خجول” لا يهـ,,ـاجم إلا إذا أُثير أو تعرَّض للمس.
كما دحض الغامدي بعض المعتقدات الخاطئة حول هذا الثعبان، مثل زعم البعض أنه يلدغ من ثلاث نقاط (الرأس، البطن، الذيل)، مؤكداً أنه كغيره من الثعابين السـ,,ـامة، يلدغ عبر نابه المتحرك فقط. لكن بسبب سرعته الفائقة ووجود شوكة في ذيله، يظن البعض أنه يـ,,ـهاجم من عدة اتجاهات.
خصائص فريدة وسلوك دفاعي غريب
يتميز “الأسود الخبيث” بنابٍ مرن يمكنه استخدامه حتى دون فتح فمه، حيث يضـ,,ـرب به جانبياً كالمنجل. كما أشار الغامدي إلى أن الكثيرين يخلطون بينه وبين “الصل الأسود”، الذي ينتمي إلى فصيلة الكوبرا العربية، بينما “الخبيث” أصغر حجماً (يصل طوله إلى مترٍ واحد فقط) وأكثر رشاقة.
وأضاف أنه عند شعور الثعبان بالخـ,,ـطر، يلجأ إلى استراتيجية دفاعية فريدة، حيث يلتف حول نفسه بشكل حلزوني ليُخفي رأسه، مُشكِّلاً ما يشبه “الكعكة”، مما يصعّب على المـ,,ـهاجم تحديد موضع رأسه لقـ,,ـتله.
المصل موجود… لكن الوقت ضده!
رغم انتشار معلومات تفيد بعدم وجود مصلٍ لسـ,,ـم “الأسود الخبيث”، أكد الغامدي أن المركز السعودي للأمصال قد وفّر المصل في جميع مستشفيات المملكة. لكن المشكلة تكمن في سرعة تأثير السـ,,ـم القـ,,ـاتل، حيث نادراً ما يصل الضـ,,ـحايا إلى المستشفى في الوقت المناسب، خاصة في المناطق النائية.
كما انتقد الغامدي البروتوكولات الطبية التي تتطلب إجراء اختبار حسـ,,ـاسية قبل تقديم المصل، داعياً إلى تعديل هذه الإجراءات لإنقاذ الضـ,,ـحايا أولاً، ثم التعامل مع أيّ مضاعفات لاحقة.
نصائح للوقاية
اختتم الغامدي حديثه بتوجيه نصائح لأفراد المجتمع، داعياً إلى:
-
تجنب التعامل المباشر مع الثعابين أو محاولة الإمساك بها.
-
توعية الأطفال بالابتعاد عن الثعابين دون ذعر.
-
الحفاظ على نظافة محيط المنازل لتجنب جذب القوارض، التي تعتبر الغذاء الرئيسي للثعابين.
-
تشجيع وجود الحيوانات المفترسة الطبيعية مثل القطط، القنافذ، البوم، والثعالب، التي تساعد في الحدّ من تكاثر الثعابين.
هذه الحادثة تذكيرٌ صارخ بخطـ,,ـورة “الخبيث الأسود”، وأهمية اتخاذ إجراءات وقائية سريعة لتفادي وقوع مآسٍ مماثلة.