راكب الدراجة والبقرة
في يوم مشمس حار من أيام الصيف، تجمعت مجموعة من راكبي الدراجات للمشاركة في سباق شاق عبر الريف الفرنسي الخلاب. كان بيير، أحد المتسابقين، يعاني من حر الشمس اللافح الذي جعل الهواء ثقيلاً والطريق أكثر صعوبة. شعر بعطش شديد، وعندما رفع زجاجة الماء ليرتشف منها، اكتشف أنها فارغة تمامًا. لم تكن هناك قطرة ماء واحدة لترطب حلقه الجاف، وكانت المحطات التموينية لا تزال بعيدة.
محتــويات المقــال
فكرة يائسة… ومحاولة غير متوقعة
بينما كان يندفع بدراجته على الطريق الترابي، لفتت نظره بقرة هادئة تقف تحت ظل شجرة صغيرة، تمضغ العشب ببطء وكأنها لا تعبأ بحرارة الجو. في تلك اللحظة، خطرت لبيير فكرة غريبة – لماذا لا يحاول حلب البقرة ليروي عطشه؟!
بدون تردد، اقترب منها بمهارة، محافظًا على توازنه على الدراجة. حاول في البداية أن يحلبها وهو واقف، لكنه أدرك أن ذلك مستحيل دون النزول. فقرر أن يجرب حظه وهو على عجلته، مائلاً بجسده إلى جانب واحد وكأنه يؤدي خدعة سيرك! بعد عدة محاولات مضحكة، تمكن أخيرًا من الحصول على تيار رقيق من الحليب الطازج، الذي ملأ زجاجته ببطء. وعندما ارتشف منها، شعر وكأنه تناول إكسير الحياة نفسه!
المفاجأة التي غيرت مجرى السباق!
لكن فرحته لم تدم طويلاً. عندما نظر إلى البقرة، رأى في عينيها نظرة غضب صامتة، وكأنها تقول: “هل حقًا سرقت حليبي بهذه الجرأة؟!” قبل أن يتمكن من التفكير، انطلقت البقرة خلفه بسرعة غير متوقعة، وكأنها تحولت إلى وحش شرس!
لم يكن أمام بيير خيار سوى الفرار بأقصى سرعة. تحول السباق الهادئ فجأة إلى مشهد كوميدي مذهل: دراجة بيير تطير على الطريق، والبقرة تزأر خلفه، بينما تجمد باقي المتسابقين في أماكنهم من شدة الضحك. بعضهم صرخ محفزًا: “أسرع يا بيير، إنها تقترب منك!”، بينما انخرط آخرون في ضحك هستيري حتى دمعت أعينهم من شدة الموقف.
سباق البقرة: الفائز الحقيقي هو… الكوميديا!
استمر المطاردات لعدة دقائق، مع تقدم بيير في السباق ليس بسبب مهارته في ركوب الدراجات، بل خوفًا من الانتقام البقري! في النهاية، توقفت البقرة عن ملاحقته، ربما لأنها تعبت أو لأنها أدركت أنها أصبحت نجمة السباق غير الرسمية.
وصل بيير إلى خط النهاية وهو مرهق لكنه مبتسم، بينما تحولت قصته إلى أسطورة يتداولها المتسابقون. أصبح ذلك اليوم ذكرى لا تُنسى في تاريخ السباقات الريفية، حيث تذكّر الجميع أن الخطر قد يأتي أحيانًا على شكل بقرة غاضبة، وأن الإبداع في حل المشاكل قد يكون… محفوفًا بالمفاجآت!