شوفوا صور هتفاجئكم للست فوزية عبد العليم وهي صغيرة
في زحمة الأضواء والشهرة، تظل هناك نجوم تختار أن تشع من بعيد، تترك بصمتها بعمق ثم تنسحب بهدوء. فوزية عبد العليم كانت واحدة من هؤلاء – فنانة استثنائية استطاعت بموهبتها الفذة وعفويّتها الساحرة أن تنقش اسمها في ذاكرة المشاهد رغم قلة ظهورها. رحلت عن عالمنا الأسبوع الماضي في صمت يحاكي صمتها الطوعي عن الفن سنوات طويلة من عمرها، لتترك وراءها إرثاً فنياً وإنسانياً يستحق التوقف.
**الوجه الذي لا يُنسى:**
– شخصيات خالدة في الذاكرة المصرية:
* أم عيلاء في “جاءنا البيان التالي”
* أم جاد في “صاحب صاحبه”
– أداء كوميدي مميز يجمع بين العفوية والبراعة
– قدرة نادرة على صناعة البهجة بمجرد الظهور لدقائق
**رحلة كفاح فنيّة:**
بدأت فوزية عبد العليم مشوارها الفني في الستينيات متحديةً:
1. معارضة عائلية شديدة:
– والد أزهري وعم برلماني
– رفض لفكرة عمل الفتاة في التمثيل
2. صعوبات دخول الوسط الفني
3. أدوار محدودة في البداية:
– أفلام سينمائية
– مسرح مع يوسف وهبي
– دراما تلفزيونية
**أمومة مقدّمة على الشهرة:**
في مفترق طرق الحياة، اختارت فوزية أن تكون أمّاً قبل أن تكون فنانة:
– تزوجت من الدكتور عصمت عبد الكريم
– أنجبت ثلاثة أبناء (نيفين، وحيد، سوزان)
– توقفت عن التمثيل 20 عاماً كرستها لتربية أبنائها
– حافظت خلالها على شغفها الفني في الخفاء
**عودة متأخرة لكنها لامعة:**
في نهاية التسعينيات، عادت فوزية بقوة عبر:
– فيلم “أفريكانو” (1999)
– فيلم “جاءنا البيان التالي” (2001)
– فيلم “صاحب صاحبه” (2001)
– دعم عائلي كامل من الأبناء الذين:
* عملوا كمديرين لأعمالها
* اهتموا بملابسها الفنية
* رافقوها لمواقع التصوير
**مواهب متعددة:**
لم تكن التمثيل وحدها موهبة فوزية، فقد امتلكت:
– موهبة الرسم
– إتقان عزف الكمان
– شاعرة متمكنة (درست العروض والقوافى)
– متحدثة باللغة الفرنسية
– ناشطة في الصالونات الثقافية (مثل صالون أحمد رامي)
**فنانة مناضلة:**
عبرت فوزية عن التزامها الوطني عبر:
1. مشاركات وطنية:
– عملت ممرضة أثناء العدوان الثلاثي 1956
– حملات تبرع بالدم في حرب 1973
2. مواقف سياسية جريئة:
– مشاركة في ثورة 25 يناير
– دعم لثورة 30 يونيو
3. مغامرة إنسانية:
– سافرت كدرع بشري للعراق 2003
– تعرضت لحادث مروع ترك إصابات دائمة
**رحيل في صمت:**
غابت فوزية عبد العليم عن عالمنا في:
– صمت إعلامي لافت
– نعي قليل من زملائها (محمد هنيدي)
– تجاهل مؤسف رغم عطائها الفني والإنساني
– ترك وراءها إرثاً فنياً وإنسانياً يستحق التقدير
**خاتمة:**
ظلت فوزية عبد العليم حتى رحيلها نموذجاً للفنانة:
– الموهوبة التي ضحّت بالشهرة من أجل القيم
– المتعددة المواهب التي لم تعرف حدوداً للإبداع
– الملتزمة التي جمعت بين الفن والوطنية
– تستحق أن تُذكر ليس فقط لأدوارها الكوميدية، ولكن لإنسانيتها الاستثنائية وتضحياتها الصامتة.