قصص وروايات

جاء في الأثر أن “ذا القرنين” كان وحيد أمه

جاء في الأثر أن “ذا القرنين” كان وحيد أمه، وأنه كما نعلم جميعًا طاف الأرض من مشرقها إلى مغربها فاتحًا وداعيًا، ولما وصل إلى بابل مـ,,ـرض مـ,,ـرضًا شديدًا، وأحس بدنو أجله، لم يخطر بباله حينها غير الحزن الذي سيصـ,,ـيب أمه إذا مـ,,ـات. أرسل إليها بكبش عظيم ورسالة،

وكتب إليها في الرسالة: أماه، إنّ هذه الدنيا آجال مكتوبة، وأعمار معلومة، فإن بلغكِ تمام أجلي فاذبـ,,ـحي هذا الكبش، ثم اطبخيه، واصنعي منه طعامًا، ثم نادي في الناس أن يحضروا جميعًا إلا من فقد عزيزًا! فلما بلغها نبأ مـ,,ـوته،

عمدت إلى تنفيذ وصيته، صنعت بالكبش كما طلب، ونادت في الناس كما أوصى، لكنها تفاجأت أن أحدًا لم يحضر ليتناول طعامها، فعلمت أنه ما من أحد إلا وقد فقد عزيزًا، ففهمت مراد ابنها من وصيته تلك، وقالت: رحمك الله من ابن، لقد كنت لي واعظًا في مـ,,ـوتكَ كما كنتَ في حياتكَ. الدنيا ليست دار إقامة وإنما محطة عبور، والمـ,,ـوت ليس ضد الحياة وإنما هو جزء منها! #تفكر

**الدنيا ليست دار إقامة وإنما محطة عبور، والمـ,,ـوت ليس ضد الحياة وإنما هو جزء منها!**

الحياة الدنيا ليست سوى رحلة قصيرة، محطة عابرة في طريقنا إلى الآخرة. كثيرون ينظرون إلى الدنيا على أنها غاية في حد ذاتها، فيسعون وراء ملذاتها وزينتها، وينسون أنهم راحلون عنها عاجلاً أم آجلاً. أما المـ,,ـوت، فكثيراً ما يُصوَّر على أنه نهاية مخيفة، بينما هو في الحقيقة انتقال من حياة مؤقتة إلى حياة أبدية. فالمـ,,ـوت ليس نقيض الحياة، بل هو جزء طبيعي منها، يُذكّرنا بحقيقة وجودنا ويوجهنا إلى ما هو أهم وأبقى.

**الدنيا محطة عبور وليست دار قرار**
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: **”وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ”** (الأنعام: 32). هذه الآية تضع الأمور في نصابها؛ فالدنيا ليست سوى اختبار مؤقت، وكل ما فيها زائل. النعم والأحزان، الغنى والفقر، الصحة والمـ,,ـرض، كلها أمور عابرة لا تدوم.

وقد ضـ,,ـرب لنا الأنبياء والصالحون أروع الأمثلة في التعامل مع الدنيا. فسيدنا سليمان عليه السلام، مع ما آتاه الله من ملك لا ينبغي لأحد من بعده، قال: **”هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ”** (النمل: 40). فلم يتعلق بالدنيا، بل جعلها وسيلة للتقرب إلى الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى