منوعات

كارثة كبرى تضرب قارة أفريقيا .. شرخ عظيم يفتح باطن الأرض ويبتلع كل شئ!

أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي لشرخ أرضي كبير في كينيا موجة عارمة من الذعر والحديث عن نبوءات نهاية العالم. وقد اختلطت التفسيرات العلمية بتكهنات مثيرة للقلق، مما يستدعي عرض الحقائق بشكل مفصل وموضوعي لفهم طبيعة هذه الظاهرة الجيولوجية بعيدًا عن الإثارة الإعلامية.

ظهر شرخ أرضي عميق بالقرب من نيروبي، عاصمة كينيا، حيث بلغ عمقه حوالي 20 مترًا، وهو مستمر في الاتساع بشكل تدريجي. تسبب هذا الشرخ في حدوث انهيارات أرضية واهتزازات محلية، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالطرق والبنية التحتية في المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة ليست فريدة من نوعها، بل هي جزء من النشاط الجيولوجي المعتاد في منطقة الوادي المتصدع الكبير (East African Rift).

فسر علماء الجيولوجيا هذا الشرخ على أنه نتيجة طبيعية لتحرك الصفائح التكتونية تحت القارة الأفريقية. حيث تتباعد الصفيحة الأفريقية إلى قسمين (الصفيحة النوبية والصفيحة الصومالية) بمعدل بضعة سنتيمترات سنويًا. يؤدي هذا التباعد إلى إضعاف القشرة الأرضية، مما يتسبب في حدوث تصدعات وزلازل وبراكين. وبالتالي، فإن هذا الشرخ هو مظهر سطحى لعملية جيولوجية كبيرة ومستمرة منذ ملايين السنين.

إلى جانب العوامل التكتونية، ساهمت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة مؤخرًا في تسريع ظهور الشرخ وتوسعه. حيث أدت المياه إلى تآكل التربة ودفعت بالطبقات الصخرية المفككة أساسًا إلى الانزلاق والانهيار، مما وسع الشقوق الموجودة مسبقًا وجعلها أكثر وضوحًا على السطح.

التكهنات الكارثية: انقسام أفريقيا إلى قارتين

ذكر بعض الجيولوجيين أن استمرار عملية التباعد التكتوني على مدى ملايين السنين قد يؤدي فعليًا إلى انفصال القرن الأفريقي (بما في ذلك أجزاء من كينيا وإثيوبيا والصومال) عن الكتلة الرئيسية للقارة الأفريقية، لتتشكل محيطات جديدة بينهما. ومع ذلك، فإن هذه عملية تستغرق عشرات الملايين من السنين وليست حدثًا مفاجئًا أو وشيكًا كما قد توحي بعض التقارير المبالغ فيها.

 الفصل بين العلم والإثارة

خلاصة القول إن الشرخ الأرضي في كينيا هو ظاهرة جيولوجية طبيعية وليست علامة على نهاية العالم. بينما تثير مثل هذه الأحداث اهتمامًا واسعًا، يجب أن يعتمد تفسيرها على الحقائق العلمية وليس على التخمينات المثيرة للذعر. يستمر العلماء في مراقبة الوضع لفهم أفضل للتطورات المحتملة وتقديم النصائح اللازمة لسلامة السكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى