وفا*ة طفل بالمدرسة
أثارت حادثة وفاة طفل بالمرحلة الابتدائية داخل إحدى مدارس المعادي موجة عارمة من الحزن والجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن فوجئت أسرته بتدهور حالته الصحية بشكل مفاجئ عقب عودته من المدرسة، ليتوفى لاحقًا متأثرًا بإصابته.
وتتحرك الآن أجهزة الأمن بكثافة لاستجلاء غموض الواقعة، والتحقق من الظروف المحيطة بها، وما إذا كانت تكتنفها شبهة جنائية أم لا.
تفاصيل مأساوية من قلب الحدث:
تعود تفاصيل هذه المأساة إلى يومين مضيا، حيث عاد الطفل “على حمادة” – التلميذ في الصف الخامس الابتدائي – إلى منزله وهو يعاني من إعياء شديد. لم تكن مجرد وعكة صحية عابرة، فقد ساءت حالته بسرعة، مما دفع والديه إلى نقله على الفور إلى المستشفى.
هناك، صُدمت الأسرة باكتشاف إصابته بتهتك ونزيف حاد في الطحال. وعلى الرغم من المحاولات اليائسة لإنقاذ حياته، أسلم “على” روحه وهو بين يدي الأطباء، لتدخل أسرته وأصدقاؤه في دوامة من الصدمة والأسى.
رحلة المعاناة منذ اللحظة الأولى:
بحسب رواية أفراد الأسرة، فإن جذور المأساة تعود إلى ما حدث داخل المدرسة. فأثناء فترة اللعب واللهو المعتادة مع زملائه داخل الفصل الدراسي، تعرض الطفل “على” للسقوط، واصطدم جسده بشكل عنيف بـ “الديسك” (المقعد الدراسي الخشبي).
وعلى الرغم من الصدمة، تمكن الطفل من النهوض واستكمال يومه، لكنه بدأ يشعر بآلام مبرحة. بلغ الألم ذروته لدرجة أنه توجه إلى مدرسه طالبًا الإذن بمغادرة المدرسة بسبب شعوره بالإعياء.
لكن المعاناة لم تتوقف عند هذا الحد، فحالما وصل إلى باب المدرسة، لم يستطع تحمل الألم وسقط على الأرض. في لقطة إنسانية، هرع زملاؤه لمساعدته حتى تمكن من الوصول إلى منزله.
إلا أن الغموض كان سيد الموقف؛ فلم يدرك أحد، سواء في المدرسة أو في البيت، الخطورة الحقيقية للإصابة التي يعاني منها، إلى أن كشفت الفحوصات الطبية في المستشفى عن الكارثة: نزيف داخلي ناجم عن تمزق في الطحال.
تحريات أمنية مكثفة لكشف الغموض:
في أعقاب الحادث المروع، دخل رجال الأمن على الخط لفتح باب التحقيق بشكل رسمي. يقوم فريق البحث الآن بتكثيف تحرياتهم، مستمعين إلى أقوال المدرسين والعاملين بالمدرسة، وكذلك التلاميذ الذين كانوا رفاق “على” في الفصل والشهود على لحظة السقوط.
وجاءت أقوال الزملاء متطابقة مع رواية الأسرة، مؤكدة أن الحادث وقع أثناء اللعب الطبيعي، وسقط الضحية ليرتطم بالمقعد الخشبي، ثم شعر لاحقًا بآلام في البطن دفعه لطلب المغادرة.
الهدف الرئيسي من هذه التحريات هو التأكد من التسلسل الزمني للأحداث بدقة، واستبعاد أو إثبات وجود أي إهمال أو سوء تصرف، والتحقق من عدم وجود أي شبهة جنائية قد تكون متورطة في وفاة الطفل، وذلك لتقديم صورة واضحة وعادلة للرأي العام، وخصوصًا لعائلة الضحية التي تبحث عن إجابات.





