أخبار الفن

ابنة الممثلة الي قامت بدور زليخة في مسلسل ” يوسف الصديق” تلفت الأنظار

في قلب العاصمة الإيرانية طهران، ولدت كتايون رياحي، حيث شكلت تلك المدينة النابضة بالحياة والفن المناخ الأول لموهبتها. لم تبدأ مسيرتها مباشرة أمام الكاميرا، بل سلكت أولاً طريق العلم والأدب، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب، مما أضاف رصيداً ثقافياً وأدبياً عمق فيما بعد من قدرتها على فهم وتحليل الشخصيات التي جسدتها.

بدايات متعددة.. من قصص الأطفال إلى السينما

لم تكن الشاشة الفضية هي محطتها الأولى في عالم الإبداع، بل انطلقت موهبتها من عالم البراءة والخيال، حيث بدأت مسيرتها الفنية كاتبةً لقصص الأطفال. هذه التجربة المبكرة كشفت عن شغفها بسرد الحكايا وإيصال المشاعر.

لكن شغفها بالتعبير الجسدي والدرامي قادها إلى عالم التمثيل، لتبدأ رحلته التي لم تكن مفروشة بالورود منذ البداية. فكان فيلم “الواشي” هو البوابة التي حاولت منها الدخول إلى السينما، لكن القدر لم يكتمل هذه التجربة الأولى، حيث لم يكتمل إنتاج الفيلم، ليكون اختباراً أولياً لصمودها.

الانطلاق والشهرة: من “الخريف” إلى ذروة المجد

لم تثبطها بداية غير مكتملة، فسرعان ما حصلت على دورها السينمائي الحقيقي الأول في فيلم “الخريف”، لتبدأ من خلاله في رسم ملامح وجودها في الوسط الفني. إلا أن الانعطافة الحقيقية في مسيرتها كانت عبر الشاشة الصغيرة، حيث قدمت مجموعة من الأعمال الدرامية التي طبعت في ذاكرة الجمهور الإيراني والعربي.

فجاء مسلسل “أيام الحياة” ليكون محطة مهمة، لكن دورها في مسلسل “بعد المطر” هو الذي أطلق شعبيتها إلى آفاق واسعة، حيث تميزت بشخصيتها القوية وأدائها المؤثر الذي لمس قلوب الملايين.

يوسف الصديق: اللحظة العربية

لا يمكن الحديث عن كتايون رياحي دون التوقف عند لحظتها العربية الأبرز، وذلك من خلال تجسيدها لدور “زليخا” في المسلسل القرآني العالمي “يوسف الصديق”. كان أداؤها في هذا الدور محورياً ومبهراً، حيث استطاعت أن تنقل كل تعقيدات شخصية زليخا بين الحب والشغف والندم، ببراعة وإحساس عالٍ، مما جعلها اسماً مألوفاً في كل بيت عربي، ورفع من مكانتها كواحدة من أبرز الممثلات القادرات على تجسيد الشخصيات العميقة والمعقدة.

صمت وعودة ثم اعتزال

بعد سلسلة من النجاحات، دخلت رياحي في مرحلة من الصمت الفني، حيث توقفت عن التمثيل في السينما لسنوات، في خطوة أثارت تساؤلات الجمهور. لكنها عادت بشكل لافت من خلال فيلم “العشاء الأخير”، لتعيد تأكيد حضورها وقدراتها التمثيلية. ومع ذلك، قررت في عام 2010 أن تطوي صفحة من حياتها الفنية بشكل نهائي، حيث أعلنت اعتزالها المجال الفني، مفضلةً الحياة الخاصة بعيداً عن الأضواء.

الآن: الأمومة والحياة بعيداً عن الأضواء

اليوم، تعيش كتايون رياحي حياة هادئة بعيداً عن شاشات التلفزيون وصرعات السينما. تظهر في بعض الصور النادرة برفقة ابنتها، لتعكس صورة الأمومة والاستقرار العائلي الذي اختارته بعد رحلة فنية حافلة. تبقى كتايون رياحي أيقونة فنية استثنائية، استطاعت بموهبتها وأدائها العميق أن تترك أثراً لا يُمحى في ذاكرة المشاهدين، سواء في إيران أو في العالم العربي، لتبقى سيرتها وأعمالها خالدة رغم اعتزالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى