صحة

تناول الكنتاولوب الاصفر لكن لا ترمي البذور فوائدها عظيمة

الشمام، أو ما يُعرف أيضًا باسم الكانتالوب، هو أكثر من مجرد فاكهة صيفية لذيذة ومنعشة؛ إنه نبات كامل تختفي كنوزه في أماكن غير متوقعة. بينما نستمتع بلحمها العصاري الحلو، فإننا غالبًا ما نتجاهل الجزء الذي يحمل قيمة غذائية هائلة: بذور الشمام.

غالبًا ما يتم التخلص من هذه البذور دون تفكير، ولكن الأبحاث والدراسات الغذائية، كما يذكر موقع “health” وغيره من المصادر المتخصصة، تكشف أنها كنز دفين من العناصر الغذائية التي تقدم مجموعة واسعة من الفوائد الصحية التي قد تفاجئ الكثيرين.

1. قوة المغذيات المركزة: أكثر من مجرد بقايا

بعيدًا عن كونها مجرد نفايات، تُعد بذور الشمام مصنعًا مصغرًا للمغذيات. فهي غنية بشكل مكثف بالبروتين النباتي، الذي يعتبر حجر أساس لبناء وإصلاح الأنسجة. كما تحتوي على دهون صحية غير مشبعة، ضرورية لامتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون (مثل فيتامين أ).

والأهم من ذلك، أنها مصدر ممتاز للألياف الغذائية، والتي تلعب دورًا محوريًا في صحة الجهاز الهضمي. ولا ننسى محتواها من الفيتامينات (مثل فيتامين أ، وفيتامين ج، ومجموعة فيتامينات ب) والمعادن الأساسية (مثل المغنيسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والزنك)، مما يجعلها إضافة قوية لأي نظام غذائي.

2. حارس القلب: دعم صحة القلب والأوعية الدموية

صحة القلب تبدأ من الغذاء، وبذور الشمام يمكن أن تكون حليفًا قويًا في هذه المعركة. مصدرها الغني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة، بما في ذلك أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6، يساهم بشكل فعال في تحقيق توازن صحي للكوليسترول. حيث تعمل هذه الدهون “الجيدة” على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ورفع مستويات الكوليسترول النافع (HDL).

هذا التأثير المزدوج، إلى جانب دعمها لضغط الدم الصحي بسبب محتواها من البوتاسيوم، يقلل من الضغط على القلب والأوعية الدموية، مما يحد من خطر الإصابة بأمراض تصلب الشرايين والنوبات القلبية.

3. دعم الجهاز الهضمي: محرك للهضم السليم

تعمل الألياف الغذائية الموجودة بوفرة في بذور الشمام كمنظم طبيعي لعملية الهضم. فهي تزيد من حجم وليونة البراز، مما يمنع الإمساك ويحفز حركة الأمعاء المنتظمة. ولكن دورها يتعدى ذلك؛ فالألياف تعمل كـ”بريبيوتيك” – غذاء للبكتيريا النافعة التي تعيش في أمعائنا (الميكروبيوم).

دعم نمو هذه البكتيريا يعزز من صحة البيئة الداخلية للأمعاء، مما يحسن امتصاص العناصر الغذائية، ويقوي جهاز المناعة، ويقلل من الالتهابات المعوية.

4. تعزيز مضادات الأكسدة: درع واقٍ ضد الأمراض

تحتوي بذور الشمام على خليط قوي من مضادات الأكسدة، وأبرزها فيتامين C وبيتا كاروتين (الذي يتحول إلى فيتامين أ في الجسم). تقوم هذه المضادات بمحاربة “الإجهاد التأكسدي” الناتج عن الجذور الحرة – جزيئات غير مستقرة تتلف الخلايا وتسرع عملية الشيخوخة وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب. باحتواء هذه البذور، فإنك توفر لجسمك خط دفاع إضافيًا لحماية الخلايا من التلف والحفاظ على صحتها على المدى الطويل.

5. صحة العظام: بناء أساس متين

لا تقتصر فوائد بذور الشمام على الأعضاء اللينة فحسب، بل تمتد إلى دعم الهيكل العظمي. فهي توفر مجموعة من المعادن الأساسية لصحة العظام، مثل المغنيسيوم الذي يدخل في تكوين العظام وينظم مستويات الكالسيوم، والفوسفور الذي يعمل مع الكالسيوم لبناء كتلة عظمية قوية، والبوتاسيوم الذي يعادل حموضة الدم مما يمنع فقدان الكالسيوم من العظام. هذا المزيج المعدني يساهم في الحفاظ على كثافة العظام ومنع هشاشتها مع التقدم في العمر.

6. إدارة الوزن: الشعور بالشبع والامتلاء

إذا كنت تسعى للتحكم في وزنك، فإن بذور الشمام يمكن أن تكون أداة فعالة. مزيجها الفريد من البروتين والألياف والدهون الصحية يعمل على إبطاء عملية الهضم، مما يزيد من الشعور بالامتلاء والشبع لفترات أطول بعد الوجبة. هذا التأثير الطبيعي يساعد بشكل غير مباشر على تقليل الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية وتقليل إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة على مدار اليوم، مما يدعم أهداف إنقاص الوزن أو الحفاظ عليه.

7. صحة الجلد والشعر: جمال من الداخل إلى الخارج

انعكاسات تناول بذور الشمام تظهر أيضًا على المظهر الخارجي. فيتامين أ الموجود فيها حاسم لنمو وإصلاح أنسجة الجلد، كما أنه يحفز إنتاج الكولاجين ويرطب البشرة، مما يمنحها ملمسًا أكثر نعومة ويقلل من جفافها. أما معدن الزنك، فهو لاعب رئيسي في الحفاظ على صحة بصيلات الشعر ومنع تساقطه، كما يساعد في محاربة حب الشباب والالتهابات الجلدية بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا.

كيفية تناولها:
لا تؤكل البذور نيئة بقشرها الصلب. يمكنك تجفيفها ثم تحميصها في الفرن مع قليل من الملح أو البهارات لتكون وجبة خفيفة مقرمشة. بدلا من ذلك، يمكن طحنها بعد التجفيف وإضافتها إلى العصائر، الزبادي، السلطات، أو المخبوزات لتعزيز قيمتها الغذائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى