احذر الشد العضلي في الساق أثناء النوم
يختبر العديد من الأشخاص استيقاظاً مفاجئاً ومؤلماً أثناء الليل، ليس بسبب الحاجة للتبول، بل نتيجة تعرضهم لتشنجات عضلية حادة وغير إرادية في إحدى الساقين أو كلتيهما. هذه النوبات، المعروفة علمياً باسم “تشنجات الساق الليلية” (Nocturnal Leg Cramps)، تسبب ألماً مبرحاً وشعوراً مؤقتاً بالشلل في العضلة المصابة، مما يعطل دورة النوم ويؤثر سلباً على جودة الحياة.
يستعرض هذا التقرير أسباب هذه الظاهرة وعلاجها، بالاعتماد على معلومات من “Sleep Education” التابع للأكاديمية الأمريكية لطب النوم ومؤسسة “Sleep Foundation”.
محتــويات المقــال
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
يمكن أن تصيب تشنجات الساق الليلية الأشخاص في أي عمر، لكنها تزداد بشكل ملحوظ في الفئات التالية:
-
كبار السن (فوق 60 عامًا): تصل نسبة الإصابة بينهم إلى حوالي 30%، حيث يعاني معظمهم منها مرة واحدة على الأقل كل شهرين، بسبب عوامل مثل الجفاف، ضمور العضلات، أو الآثار الجانبية للأدوية.
-
الحوامل: تعاني ما يقارب 40% من الحوامل من هذه التشنجات، خاصة في الثلث الثاني والثالث من الحمل، وذلك بسبب التغيرات في الوزن، ضغط الجنين على الأعصاب والأوعية الدموية، أو نقص في بعض المعادن.والخبر السار هو أن هذه الأعراض تختفي عادة بعد الولادة.
-
الأطفال والمراهقون: تعد الإصابات بين هذه الفئة أقل شيوعاً، حيث تبلغ نسبتها حوالي 7% فقط، وعادةً لا تكون متكررة أو شديدة.
الأسباب الكامنة: من الإرهاق إلى الأمراض المزمنة
لا تقتصر أسباب هذه التشنجات على الحمل وتقدم العمر فحسب، بل قد تكون عرضاً تحذيرياً للإصابة بحالات صحية أكثر خطورة، منها:
-
أمراض واضطرابات عضوية: مثل داء السكري، أمراض الكلى والكبد، هشاشة العظام، التهاب المفاصل، أمراض القلب والشرايين، واضطرابات الغدد الصماء والتمثيل الغذائي.
-
اضطرابات عصبية وعضلية: أبرزها متلازمة تململ الساقين (RLS)، ضيق القناة الشوكية، الاعتلال العصبي المحيطي (تلف الأعصاب في الساقين)، والألم العضلي الليفي (Fibromyalgia).
-
عوامل نمط الحياة والأدوية:
-
الجفاف وقلة شرب السوائل.
-
الوقوف أو المشي لفترات طويلة، أو إجهاد العضلات أثناء التمارين.
-
الآثار الجانبية لبعض الأدوية (مثل أدوية الكوليسترول، مدرات البول).
-
تناول الكحوليات.
-
الأعراض المصاحبة: أكثر من مجرد ألم لحظي
لا يتوقف الأمر عند الألم الحاد أثناء التشنج، بل قد تستمر آثاره لساعات، وتشمل الأعراض:
-
ألم شديد ومفاجئ في الساق (غالباً في بطة الرجل) يستمر من بضع ثوانٍ إلى 10 دقائق.
-
تيبس وصعوبة في تحريك الساق أو القدم المصابة بشكل مؤقت.
-
تورم طفيف أو شعور بالانقباض في العضلة بعد زوال التشنج.
-
ألم خفيف أو إيلام عند اللمس قد يستمر لعد ساعات، مما قد يمنع العودة إلى النوم.
-
قد يكون الشعور بعدم الراحة أو الألم في الساق مساءً نذيراً لحدوث تشنج ليلي، خاصة لدى المصابين بمتلازمة تململ الساقين.
الإسعافات الأولية والعلاج الفوري
عند حدوث التشنج، يمكن اتباع هذه الخطوات لتسريع الشفاء وتخفيف الألم:
-
تدليك العضلة المصابة بلطف وبطء للمساعدة على استرخائها.
-
تمطيط العضلة برفق عن طريق فرد الساق وسحب أصابع القدم نحو الجسم.
-
المشي على الكعبين لبضع لحظات لتمططة عضلة بطة الرجل.
-
وضع كمادات دافئة على المنطقة المؤلمة لتخفيف التوتر وزيادة تدفق الدم.
-
شرب سوائل مالحة مثل ماء المخلل (Pickle Juice)، حيث تشير بعض النظريات إلى أن محتواه من الأملاح قد يحفز رد فعل عصبي يوقف التشنج.
-
مسكنات الألم البسيطة أو مرخيات العضلات (بحسب وصفة الطبيب) يمكن أن تساعد في الحالات الشديدة.
تحذير مهم: هذه الإجراءات تخفف الأعراض مؤقتاً فقط. إذا كانت التشنجات متكررة وشديدة، يجب استشارة الطبيب لتشخيص السبب الأساسي وعلاجه.
استراتيجيات الوقاية على المدى الطويل
للوقاية من تكرار هذه النوبات المزعجة، يُنصح بدمج العادات التالية في الروتين اليومي:
-
الترطيب المستمر: شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل على مدار اليوم.
-
تمارين الإطالة الخفيفة: خاصة لعضلات الساقين (الربلة وأسفل القدم) قبل النوم.
-
الحمام الدافئ: الاستحمام بالماء الدافئ قبل النوم لاسترخاء العضلات وتجهيزها للراحة.
-
التغذية المتوازنة: التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم (مثل الموز، الأفوكادو، المكسرات، الخضروات الورقية)، أو تناول مكملات المغنيسيوم تحت إشراف طبي فقط، نظراً لدوره الحيوي في وظائف العضلات والأعصاب.
-
ارتداء أحذية مريحة وتجنب الوقوف أو الجلوس في وضعية واحدة لفترات طويلة.