الزبادي هو أكثر من مجرد منتج ألبان لذيذ؛ إنه نتاج عملية تخمير طبيعية غنية بالفوائد. يُصنع من خلال إضافة مزارع بكتيرية حية ونشطة (تُعرف بالبادئات) إلى الحليب. تقوم هذه البكتيريا المفيدة، وأشهرها Lactobacillus bulgaricus و Streptococcus thermophilus، بتحويل سكر الحليب الأساسي (اللاكتوز) إلى حمض اللاكتيك.
هذه العملية الكيميائية الحيوية هي التي تعطي الزبادي قوامه السميك المميز وطعمه الحامض المنعش، إلى جانب خصائصه الصحية الاستثنائية التي تعزز صحتنا العامة من الداخل إلى الخارج. وفيما يلي تفصيل للفوائد العديدة لتناوله يوميًا، وفقًا لما نشره موقع “NDTV”.
الفوائد العشرة لتناول الزبادي يوميًا:
1. تحسين صحة الجهاز الهضمي ووظائفه
يعتبر الزبادي صديقًا للجهاز الهضمي بامتياز، وذلك بفضل احتوائه على البروبيوتيك، وهي كائنات دقيقة حية مفيدة تعمل كخط دفاع أول في أمعائنا.
تقوم هذه البكتيريا الجيدة باستعادة التوازن الطبيعي للفلورا المعوية، مما يساعد في تنظيم عملية الهضم ومنع اضطراباتها الشائعة مثل الإمساك، الإسهال، الانتفاخ، والغازات. الأهم من ذلك، أن البكتيريا الموجودة في الزبادي تنتج إنزيم اللاكتاز، الذي يساعد الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز على هضم سكر الحليب بشكل أفضل، مما يقلل من الأعراض المزعجة المرتبطة بهذه الحالة.
2. تعزيز قوة جهاز المناعة
يكمن جزء كبير من قوة جهازنا المناعي في أمعائنا. البروبيوتيك في الزبادي يعمل كمحفز طبيعي لجهاز المناعة؛ حيث يُثبت الدراسات أنه يزيد من إنتاج الأجسام المضادة والخلايا المناعية مثل الخلايا الليمفاوية.
هذا التعزيز يساعد الجسم على الدفاع عن نفسه بفعالية أكبر ضد مسببات الأمراض، من نزلات البرد والإنفلونزا الشائعة إلى الالتهابات الأكثر خطورة، مما يقلل من فترات المرض وشدته.
3. تقوية العظام والعضلات ودعمها
يُعد الزبادي مصدرًا غذائيًا طاقي لدعم الهيكل العظمي والجهاز العضلي. فهو مصدر ممتاز للكالسيوم، وهو المعدن الأساسي لبناء والحفاظ على عظام وأسنان قوية، مما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.
غالبًا ما يُدعم الزبادي بفيتامين (د) الذي يعمل كَمُحفز حيوي لامتصاص الكالسيوم في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يعد الزبادي مصدرًا غنيًا بالبروتين عالي الجودة، وهو حجر الأساس لنمو العضلات وإصلاح الأنسجة التالفة، خاصة بعد التمارين الرياضية.
4. مساعد فعال في إدارة الوزن
إذا كنت تسعى للحفاظ على وزن صحي أو فقدان بعض الكيلوجرامات، فإن الزبادي خيار غذائي استراتيجي. مزيجه الفريد من انخفاض السعرات الحرارية (في الأنواع قليلة الدسم) وارتفاع محتوى البروتين يزيد من الشعور بالشبع والامتلاء لفترات طويلة.
هذا التأثير يساعد بشكل طبيعي على كبح الشهية، وتقليل الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية، ومنع الإفراط في تناول الطعام خلال الوجبات الرئيسية.
5. حارس لصحة القلب والأوعية الدموية
ارتبط الاستهلاك المنتظم للزبادي بانخفاض عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. حيث يساهم البوتاسيوم الموجود فيه في موازنة مستويات الصوديوم في الجسم، مما يساعد على خفض ضغط الدم.
كما أن بعض سلالات البروبيوتيك قد تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL). إلى جانب ذلك، يساعد الكالسيوم ليس فقط العظام ولكن أيضًا في الوظائف الطبيعية للعضلات، بما فيها عضلة القلب.
6. تحسين امتصاص العناصر الغذائية
يعمل الزبادي على تحسين الكفاءة الغذائية للجسم بشكل عام. تحتوي مزارع البكتيريا الحية فيه على إنزيمات نشطة تساعد على تكسير العناصر الغذائية في الطعام،
مما يسهل على الأمعاء امتصاص الفيتامينات والمعادن الأساسية من الوجبات التي نتناولها. هذا يعني أن تناول الزبادي مع أطعمة أخرى يمكن أن يساعدك في الاستفادة القصوى من مغذياتها.
7. دعم الصحة العقلية والمزاج
الرابط بين الأمعاء والدماغ (محور الأمعاء-الدماغ) رابط قوي ومثبت. تلعب بكتيريا الأمعاء دورًا حاسمًا في إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين (“هرمون السعادة”). أظهرت الأبحاث أن البروبيوتيك في الزبادي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية من خلال خفض مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، والمساهمة في تحسين المزاج العام والوظائف الإدراكية.
8. تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
يرتبط الاستهلاك المنتظم للزبادي بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. يساعد محتواه العالي من البروتين على إبطاء امتصاص السكر في الدم،
مما يمنع الارتفاعات والانخفاضات الحادة في مستويات الغلوكوز. كما أن البروبيوتيك يحسن حساسية الأنسولين، السماح للجسم باستخدام الأنسولين بشكل أكثر كفاءة لتنظيم مستويات السكر في الدم.
9. تعزيز نضارة وصحة البشرة
يمكن أن تفيد خصائص الزبادي بشرتك سواء من الداخل أو من الخارج. عند تناوله، يوفر حمض اللاكتيك والزنك اللذين يساعدان في ترطيب البشرة ومكافحة البكتيريا المسببة لحب الشباب. عند استخدامه موضعيًا (كماسك)، يعمل حمض اللاكتيك كمقشر طبيعي لطيف لإزالة الخلايا الميتة، ويساعد في تهدئة حروق الشمس، وتقليل الالتهاب، وإضفاء إشراقة نضرة على البشرة.
10. البروبيوتيك: جوهر القوة الحيوية في الزبادي
تعتبر البروبيوتيك (البكتيريا الحية والنشطة) هي القلب النابض لفوائد الزبادي. هذه الكائنات الدقيقة ليست مجرد عابرة؛ بل تستعمر الأمعاء وتسكنها، حيث تساعد في الحفاظ على الميكروبيوم المعوي الصحي – وهو مجتمع متوازن من تريليونات البكتيريا.
هذا التوازن ضروري ليس فقط للهضم الأمثل، ولكن أيضًا لكل شيء بدءًا من المناعة إلى الصحة العقلية، مما يجعل البروبيوتيك عنصرًا لا غنى عنه في نظام غذائي صحي.
ملاحظة: للحصول على أقصى استفادة، يوصى باختيار زبادي طبيعي بدون نكهات مضاف إليها كميات كبيرة من السكر، والبحث على العبوة عن عبارة ” يحتوي على مزارع بكتيريا حية ونشطة”.