أخبار الفن

إنا لله وإنا إليه راجعون

شُيع جثمان رجل الأعمال التركي خالد يوكاي (المعروف أيضًا باسم هالت يوكاي) في جنازة مهيبة خلال الساعات الماضية، بعد عملية إنقاذ معقدة لانتشاله من أعماق البحر، حيث كان قد اختفى في حادث مأساوي أثار حزن الأوساط الاجتماعية والفنية في تركيا.

صديق العمر ينعي بألم صامت
أعرب الممثل التركي الشهير كيفانش تاتليتوغ، الذي يعد صديقًا مقربًا للراحل، عن حزنه العميق في تصريحات مؤثرة نقلتها وسائل الإعلام التركية. قال تاتليتوغ: “أعجز عن العثور على الكلمات التي تعبر عن حجم الألم الذي أشعر به بعد فقدان أعز أصدقائي.

لم يكن مجرد صديق، بل كان أخًا لي. رحيله المفاجئ ترك بداخلي شعورًا عميقًا بالعجز والفقدان. أكثر ما يمزق قلبي أن يترك وراءه أطفالًا صغارًا. كل ما أستطيع فعله الآن هو أن أكون سندًا وعونًا لهم، كما كان هو دائمًا سندي طوال حياتنا معًا.”

حالة من الصدمة والغموض
أثار اختفاء خالد يوكاي قبل أيام حالة من القلق والحزن في الساحة الفنية والاجتماعية التركية، حيث انتشرت التساؤلات حول مصيره بين معجبيه وأصدقائه، إلى أن جاء الخبر المفجع باكتشاف جثمانه.

عملية إنقاذ واستخراج صعبة
في تطور مأساوي، تمكنت فرق البحث والإنقاذ من تحديد موقع الجثمان واستخراجه من على عمق 60 مترًا (ووفقًا لبعض التقارير 68 مترًا) تحت سطح البحر. نُقل الجثمان فور انتشاله إلى معهد الطب الشرعي لإجراء عملية التشريح الكامل بهدف الكشف عن السبب الدقيق للوفاة.

مشاهد مؤثرة تزيد المأساة إيلامًا
تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو مؤثرة من مراسم التشييع، ظهر فيها الممثل كيفانش تاتليتوغ في حالة انهيار عاطفي كاملة، مما أثار مشاعر التعاطف والأسى لدى الجمهور، وأكد عمق العلاقة الإنسانية القوية التي كانت تربط الصديقين لسنوات طويلة.

تحقيقات جنائية: آثار اصطدام غامضة
في سياق متصل، كشفت تحقيقات خفر السواحل عن أدلة مادية مهمة. حيث تم العثور على آثار احتكاك واضحة في مقدمة سفينة شحن جافة تحمل اسم “أريل 7”، مما عزز الشبهة بأنها قد تكون اصطدمت بقارب يوكاي.

ودعمت هذه الفرضية صورًا مقارنة التقطت للسفينة؛ حيث أظهرت صور من ميناء جناق قلعة قبل يوم من الحادث أن مقدمة السفينة كانت سليمة وخالية من أي أضرار، بينما كشفت صور أخرى التقطت في ميناء إزميت في تاريخ 5 أغسطس عن وجود خدوش وتلفيات بارزة في نفس المنطقة. وقد أُدرجت هذه الصور كأدلة رسمية في ملف القضية.

الدليل القاطع: مطابقة طلاء السفينة
لم تكن الأدلة بصرية فحسب، بل جاء الدليل الجنائي ليدعم فرضية الاصطدام بشكل أقوى. فقد أثبتت نتائج الفحص الجنائي أن عينات الطلاء التي عُثر عليها ضمن حطام قارب الراحل خالد يوكاي تطابق تمامًا مع عينات الطلاء المأخوذة من منطقة الضرر في مقدمة سفينة الشحن “أريل 7”.

وأكد التقرير الرسمي على التطابق الفيزيائي واللوني بين العينتين، مما يشير بشكل شبه مؤكد إلى وقوع حادث اصطدام بين السفينتين.

الصندوق الأسود يُرسل للخارج لفك شفرته
سعيًا للحصول على صورة أوضح للظروف التي أدت إلى الحادث، قامت السلطات بإرسال الصندوق الأسود (مسجل البيانات) الخاص بقارب يوكاي إلى خارج البلاد لإخضاعه لفحص تقني متقدم وموسع. جاء هذه القرار بعد أن فشل الفحص الأولي الذي أُجري على وحدة التحكم (الكونسول) في تقديم بيانات كافية أو واضحة عن اللحظات التي سبقت الحادث.

توقيف القبطان وكشف ثغرات الرحلة
أمرت النيابة العامة في يالوفا بتوقيف قائد السفينة “أريل 7″، الكابتن جمال توكاتلي أوغلو، متهمة إياه بـ “التسبب في الوفاة نتيجة الإهمال”. وبعد الإفراج عنه مؤقتًا بشروط قضائية شملت منعه من السفر، أعادت النيابة – عن طريق الاستئناف – اعتقاله مرة أخرى في إسطنبول.

وكشفت التحقيقات الأولية عن أن الكابتن كان قد اعتمد على نظام “الطيار الآلي” (الكابتن الأوتوماتيكي) وربما غادر موقع القيادة، بينما كان مساعده والمراقب منشغلين بتناول الطعام في لحظة وقوع الاصطدام، مما يرجح أن الإهمال وعدم اليقظة كانا عاملًا رئيسيًا في هذه المأساة.

شهادة الأخير الذي سمع صوته
ضمن إطار جمع الأدلة والاستماع للشهود، استمعت السلطات إلى شهادة النجم كيفانش تاتليتوغ، الذي كان آخر شخص يتواصل مع صديقه الراحل. وأكد تاتليتوغ أن آخر اتصال بينهما كان عبر تطبيق “واتساب” في تمام الساعة 17:09 من يوم الحادث، واستمر لمدة 37 ثانية فقط، ليكون هذا الحوار القصير هو الشهادة الأخيرة على حياة خالد يوكاي قبل رحيله المأساوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى