سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
لَقَتْ أنباء الوفاة المأساوية للشاعر السعودي الواعد، سعود بن معدي القحطاني، والذي وافته المنية إثر انزلاقه من مرتفع جبلي في سلطنة عُمان يوم الاثنين، صدىً حزيناً واسعاً وانتشرت على نطاق كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر الآلاف من محبيه وزملائه الأدباء عن حزنهم العميق وخسارة الأدب السعودي والعربي.
نبذة عن الشاعر: إرث من الأصالة والحداثة
ينحدر الفقيد سعود القحطاني من منطقة القحطة التابعة لمنطقة الباحة جنوب غرب المملكة العربية السعودية. وتميز الشاعر الراحل بأسلوب شعري فريد، استطاع من خلاله أن يزاوج بين جماليات الشعر النبطي الأصيل وروح العصر الحديثة، مما أكسبه حباً جماهيرياً عريضاً وجعله أحد الأصوات الشعرية البارزة في جيله.
وخلال مسيرته الأدبية الغنية، أثرى القحطاني المكتبة العربية بأكثر من 15 مجموعة شعرية، وشارك بشكل لافت في أبرز المهرجانات الثقافية والأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها، تاركاً خلفه إرثاً أدبياً ثرياً سيخلد ذكراه.
تفاصيل الحادث: مغامرة تنتهي بمأساة
نشرت المديرية العامة للدفاع المدني في سلطنة عُمان، عبر حسابها الرسمي الموثق على منصة “إكس”، بياناً أوضحت فيه تفاصيل الحادث الأليم.
حيث تعاملت فرق الإنقاذ مع حادثة سقوط سائح (تبين لاحقاً أنه الشاعر القحطاني) من على سفح جبل سمحان في ولاية مرباط بمحافظة ظفار. وأشار البيان إلى أن طبيعة الإصابات التي تعرض لها السقوط كانت بالغة الخطورة، مما أدى إلى وفاته على الفور.
جبل سمحان: جمال طبيعي مخاطر متحدية
يعد جبل سمحان، مسرح الحادث المأساوي، واحداً من أعلى القمم ضمن السلاسل الجبلية الثلاث التي تشكل جبال ظفار. ويصنف كمحمية طبيعية هامة تمتد على مساحة شاسعة تبلغ 4500 كيلومتر مربع. ويشتهر الجبل بأنه من أكثر التضاريس وعورة وانحداراً ليس في محافظة ظفار فحسب،
بل في عموم سلطنة عُمان، مما يجعله تحديًا حتى للمتسلقين المحترفين. وعلى الرغم من صعوبته، يجتذب جبل سمحان سنوياً أعداداً كبيرة من عشاق المغامرة والسياحة البيئية، خاصة خلال فصل الخريف عندما يكون الطقس معتدلاً والطبيعة خلابة.
تفاعل الجمهور: مواساة وتأبين
تداول نشطاء على وسائل التواصل مقطع فيديو للشاعر السعودي وهو في رحلته الأخيرة قبل لحظات من الحادث، مما زاد من حدة الحزن بين متابعيه.
ونقلت صحيفة “عكاظ” السعودية في عددها الصادر يوم الخميس خبر تشييع جثمان الشاعر في مسقط رأسه، حيث شيعته “جموع غفيرة” من الأهالي والمحبين، وهو ما يعكس مكانته الكبيرة ومقدار الحب الذي كان يحظى به.
كلمات الوداع: من الأب والأصدقاء
وكتب الحساب الشخصي للشاعر على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) معلناً خبر وفاته، ومذكراً متابعيه بأنه كان قد تزوج في شهر مارس/آذار الماضي فقط، مما عمق مشاعر الأسى على حياته الشابة التي قُطعت فجأة.
كما عبّر العديد من الشخصيات العامة عن مواساتهم، ومنهم المستخدم نور الهاجري الذي كتب: “سبحان من وضع له القبول والمحبة في قلوب الخلق…”. ونشر المستخدم طلال العنزي كلمة مؤثرة لوالد الشاعر الراحل، ألقاها قبل دفن ابنه، مجسّدةً حجم المصاب الأليم الذي لحق بالعائلة.
هذه الصياغة تقدم المعلومات بشكل مترابط ومتسلسل، مع إضافة سياق حول مكانة الشاعر وطبيعة المكان الذي وقع فيه الحادث، مما يمنح القارئ صورة كاملة ومؤثرة عن الخبر.