أخبار الفن

الفنانة السورية دانا جبر تكشف لماذا خلعت الحجاب

كشفت الفنانة عن الصراع الداخلي الذي عاشته في مرحلةٍ من حياتها بين رغبتها في ارتداء الحجاب وطموحاتها الفنية والمسؤوليات المادية التي كانت تقع على عاتقها. وقالت في حديثٍ صريح:

“لم أكن مرتاحةً لفكرة الجلوس في المنزل مرتديةً الحجاب بانتظار النصيب فقط. الحجاب يحتاج إلى بيئة مناسبة تليق به، ولم تكن تلك الظروف متاحة لي حينها.”

بين الواجب العائلي والاختيار الشخصي

أوضحت الفنانة أن قرارها بعدم ارتداء الحجاب في تلك الفترة لم يكن مجرد اختيار شخصي، بل كان مرتبطًا بظروف حياتية صعبة، حيث كانت المعيلة الوحيدة لأسرتها، تقوم على رعاية والدتها وشقيقها ماليًا. وأكدت أن أولويتها كانت في ذلك الوقت هي العمل وتحقيق الاستقلال المادي، وليس الجلوس في المنزل بانتظار ما تجود به الأيام.

“كنت أحتاج إلى العمل، إلى أن أعتمد على نفسي، خاصةً أنني كنت المسؤولة عن إعالة أسرتي. الحجاب في ذلك الوقت لم يكن خيارًا عمليًا بالنسبة لي.”

الحجاب والمسار الفني: تحدّي الموازنة

كما أشارت إلى أن ارتداء الحجاب كان سيُشكّل عائقًا أمام مسيرتها الفنية، التي كانت تحرص على تطويرها والمضي قدمًا فيها. وبررت قرارها بالقول:

“الحجاب كان سيمنعني من الاستمرار في المجال الفني الذي أحبه، ولذلك لم يكن الوقت مناسبًا لارتدائه.”

تأملات في الخيارات والظروف

لم تُخفِ الفنانة أنها كانت تواجه تناقضًا بين قناعاتها الشخصية وواقعها العملي، حيث إن الحجاب – رغم كونه قرارًا روحانيًا وإيمانيًا – يحتاج إلى بيئة داعمة وظروف مناسبة، وهو ما لم تجده في تلك المرحلة من حياتها. إلا أنها لم تغلق الباب أمام إمكانية ارتدائه في المستقبل، إذا توافرت الظروف الملائمة.

“القرارات الكبيرة مثل هذه تحتاج إلى تخطيط وتوازن بين الروح والواقع. يومًا ما، عندما أشعر أن الوقت والمكان مناسبان، قد أعيد النظر في هذا الخيار.”

رسالة للمجتمع: احترام السياقات المختلفة

اختتمت الفنانة حديثها برسالة ضمنية للمجتمع، داعيةً إلى فهم الظروف الخاصة التي تمر بها كل امرأة قبل الحكم على خياراتها، مؤكدةً أن ارتداء الحجاب أو عدمه ليس قرارًا سهلًا، بل يرتبط بالكثير من العوامل الشخصية والعملية والاجتماعية.

“ليس كل من لا ترتدي الحجاب ترفضه، وليس كل من ترتديه تعيش حياة مثالية. لكل منا رحلته وظروفه، والأهم أن نحترم اختلافاتنا.”

بهذه الصراحة، سلطت الفنانة الضوء على تعقيدات الموازنة بين الهوية الدينية والطموح المهني، خاصةً في مجالاتٍ مثل الفن التي تفرض تحدياتٍ خاصة على النساء في المجتمعات المحافظة. قصتها تبقى نموذجًا للصراع الإنساني بين المثالية والواقع، وبين الروحانيات ومتطلبات الحياة العملية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى