عـ.ـلامات البحر المتوسط بدأت بالظهور الكـ.ـارثة ستضـ.ـرب تلك الدول الع
رصد مركز طقس العرب الإقليمي من خلال تحليل مُخرجات النماذج الحاسوبية ارتفاعاً غير مسبوق في درجة حرارة سطح المياه في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، حيث تتراوح حالياً بين 29 و31 درجة مئوية، متجاوزة المُعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام بنحو 6 إلى 7 درجات مئوية.
وأكد المختصون أن هذا الارتفاع الكبير يُعزى إلى هيمنة الكتل الهوائية الحارة خلال فصل الصيف، وخاصة مع تمدّد الهواء الحار من القارة الإفريقية نحو أوروبا. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة مزيداً من الارتفاع في درجات حرارة المياه خلال الأسابيع المقبلة، مما قد يُفاقم التأثيرات المناخية في المنطقة.
محتــويات المقــال
تداعيات ارتفاع الحرارة على الأنماط الجوية في الخريف
حذّر خبراء الأرصاد في مركز طقس العرب من أن ارتفاع درجة حرارة مياه البحر المتوسط سيكون له تداعيات كبيرة على الأنماط الجوية، خاصة مع دخول فصل الخريف. وأوضحوا أن المياه الدافئة تعمل على زيادة معدلات التبخر، مما يرفع نسبة رطوبة الهواء فوق البحر.
وبحسب الخبراء، فإن هذا الهواء الرطب والدافئ سيشكل بيئة مثالية لتكوّن السحب الرعدية الكثيفة، خاصة عند تقاطعها مع الكتل الهوائية الباردة القادمة من الأحواض العلوية. كما أن الفروق الكبيرة في درجات الحرارة بين سطح البحر واليابسة المجاورة قد تعزز تيارات هوائية صاعدة وهابطة، مما يزيد من حالات عدم الاستقرار الجوي ويرفع احتمالية تشكل عواصف رعدية عنيفة.
“الميديكين”: عواصف شبيهة بالأعاصير في المتوسط
أشار الخبراء إلى أن الظروف الحالية في البحر المتوسط قد تكون بيئة خصبة لتشكل ظاهرة “الميديكين” (Medicane)، وهي عواصف شبيهة بالأعاصير المدارية، لكنها تحدث في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
واشتُق اسم “الميديكين” من دمج كلمتي “Mediterranean” (المتوسط) و“Hurricane” (إعصار)، حيث تتميز هذه العواصف بخصائص مشابهة للأعاصير المدارية، مثل:
-
تشكّل “عين” مركزية هادئة.
-
رياح قوية تدور حول المركز.
-
أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة.
وقد شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة عدة حالات من هذه الظاهرة، كان أبرزها إعصار “إيانوس” الذي ضرب اليونان عام 2020، تسبب في فيضانات مدمرة وأضرار كبيرة.
استعدادات مُبكرة وتحذيرات للسكان
في ضوء هذه التوقعات، ينصح الخبراء السلطات المحلية والسكان في دول حوض البحر المتوسط بـ:
-
تعزيز أنظمة الإنذار المبكر لرصد أي تطورات جوية خطيرة.
-
اتخاذ إجراءات وقائية في المناطق الساحلية المعرضة للفيضانات.
-
متابعة تحديثات الأرصاد الجوية بشكل مستمر، خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء.
يُذكر أن التغير المناخي العالمي يلعب دوراً كبيراً في تفاقم هذه الظواهر، حيث تشهد العديد من البحار والمحيطات حول العالم ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، مما يزيد من احتمالية تطرف الظروف الجوية وحدوث كوارث طبيعية أكثر عنفاً.