أخبار الفن

الشغل مو عيب لن تصدق ماذا كانت مهنة الفنان باسم ياخور قبل الشهرة والمال

في حلقة استثنائية من برنامج “أنت ونجمك” التي بثتها القناة السورية مساء الخميس، كشف الفنان السوري باسم ياخور عن تفاصيل مؤثرة من رحلته الصعبة من قاع المجتمع إلى قمة الهرم الفني، في واحدة من أصدق اللحظات التلفزيونية التي شهدتها الشاشة العربية مؤخراً.

رحلة المعاناة: من غسيل السيارات إلى الشاشة الذهبية
بصوت متقطع والدموع تملأ عينيه، استعاد ياخور ذكريات مريرة من بداياته قائلاً:
“عملت في غسيل السيارات أمام أحد مقاهي دمشق، وتذكرت كيف تعرضت للضرب من قبل ماسحي السيارات في أول يوم عمل لي”. وأضاف: “لم أتردد في العمل كنجار مساعد، ثم كمساعد مصور في التلفزيون السوري حيث كنت أجمع الكابلات خلف المصور سفيان”.

لحظة الانهيار: عندما واجه طفولته على الشاشة
تحول الاستوديو إلى مسرح للمشاعر الجياشة عندما عرضت الفقرة صوراً من طفولة ياخور. بدا الاحمرار واضحاً على وجهه، ثم انهمرت دموعه بغزارة. علق على ذلك قائلاً: “هذه الفقرة اختزلت مساحة كبيرة من حياتي، غصبن عني دمعت عيوني”.

مفارقات النجاح: لقاء مؤلم مع ماضي الفقر
روى ياخور قصة مؤثرة عن زيارة قام بها مؤخراً للشارع الذي كان يعمل فيه: “وقفت بسيارتي بجانب الرجل الذي كان يوزع الصبية على السيارات، وسألني إن كنت أريد غسيلاً لسيارتي.. عندما سألته إن كان يعرفني، أجابني: نعم أعرفك، لكنك الآن أصبحت سيداً كبيراً”.

صراعات الوسط الفني: بين التناقض والوضوح
أظهر ياخور حالة من التخبط في بعض إجاباته:

  • رفض تحديد نسبة مئوية لعلاقاته الفنية (“لست مقياس ريختر”)

  • أكد أن 80% من علاقاته الفنية جيدة

  • اعترف بتناقضه: “في كثير من المرات شعرت أنني أناني ولا أريد مشاركة أحد في نجاحي”

فلسفة النجاح: الغيرة الصحية vs الحسد المدمر
قدم ياخور تحليلاً نفسياً عميقاً:
“تعلمت أن أفرق بين الغيرة والحسد. عندما أقول ‘ياريت هذا النجاح لي’ هذه غيرة صحية، أما ‘ياريتو ما نجح’ فهذا حقد يجب محاربته”.

صراع إبداعي: معركة زوجته مع إخراج “صبايا”
أبدى ياخور استياءه الشديد من معالجة مسلسل “صبايا” الذي كتبته زوجته رنا حريري:
“المخرج ناجي طعمي لم ينقل سوى 25% من النص كما هو، أين الـ75% الباقية؟”.

علاقات مهنية: صداقات تتحدى زيف الوسط الفني
اختتم ياخور حديثه بالإشارة إلى علاقاته المتينة مع زملائه:
“لا يمر يوم أو يومان دون اتصال مع نضال سيجري أو الليث حجو، هذه صداقات حقيقية في عالم غالباً ما يكون مزيفاً”.

هذا اللقاء المفتوح كشف عن الجانب الإنساني العميق لنجم عرفناه طوال ثلاثين عاماً من خلال شخصياته الكوميدية والدرامية، ليظهر أخيراً كما هو: إنسان عادي خاض معركة الحياة بكل ما تحمله من قسوة، وخرج منها منتصراً بموهبته وإصراره.

باسم ياخور ليس مجرد ممثل عادي، بل هو ظاهرة فنية متكاملة استطاعت أن تترك بصمة واضحة في الدراما العربية على مدار ثلاثة عقود. من المسرح إلى التلفزيون، ومن الكوميديا إلى الأدوار التاريخية الجادة، استطاع هذا الفنان السوري الموهوب أن يثبت أنه صاحب مدرسة فنية خاصة.

النشأة والتعليم:
وُلد باسم إبراهيم ياخور في 16 أغسطس 1971 بمدينة اللاذقية الساحلية، في كنف أسرة فنية حيث كان والده الصحفي والممثل إبراهيم ياخور. تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1993 في دفعة ضمت أسماء لامعة مثل شكران مرتجى ومهند قطيش وفرح بسيسو.

الحياة الشخصية:
اختار ياخور شريكة حياته من خارج الوسط الفني، حيث تزوج من الكاتبة السورية-الأوكرانية رنا الحريري، وأنجب منها ابنه الوحيد روي. هذا الزواج الذي جمع بين مسيحي ومسلمة كان موضوعاً للنقاش في الأوساط الإعلامية.

المشوار الفني الزاخر:

العقد الأول (1993-2000):

  • بدايته القوية بمسلسل “الجذور لا تموت” 1993

  • نجاحه الباهر في “عيلة خمس نجوم” الذي أهله لسلسلة عائلية ناجحة

  • مشاركات متنوعة بين الكوميديا والدراما في “يوم بيوم” و”حنظلة أبو ريحانة”

  • تألقه في “مدير بالصدفة” و”لقاء القلوب” و”إخوة التراب”

العقد الذهبي (2000-2010):

  • انطلاقته القوية مع “فرصة العمر” و”سباق للزواج”

  • مشاركته المؤثرة في “بقعة ضوء” كواحد من أهم الأعمال الاجتماعية

  • تجربته الناجحة في الدراما المصرية بمسلسل “حرب الجواسيس” 2009

  • تنوع أدواره بين الكوميديا والدراما في “ألو جميل ألو هناء” و”الفصول الأربعة”

عقد التميز (2010-الآن):

  • أدواره القوية في “ولاد البلد” و”العراب”

  • تجسيده المتميز في “على صفيح ساخن” و”ببساطة”

  • مشاركته في أعمال جريئة مثل “سايكو” و”مذكرات عشيقة سابقة”

  • استمراره في تقديم الكوميديا الذكية في “مدرسة الحب” و”ضيعة ضايعة”

الأدوار التاريخية البارزة:

  1. نور الدين محمود في “صلاح الدين الأيوبي”

  2. أبو مسلم الخراساني في “صقر قريش”

  3. جعفر بن علي بن حمدون في “ربيع قرطبة”

  4. خالد بن الوليد في المسلسل الذي يحمل نفس الاسم

مواهب متعددة:
لم يقتصر ياخور على التمثيل، بل امتدت مواهبه إلى:

  • تقديم البرامج الحوارية

  • الإخراج المسرحي والتلفزيوني

  • كتابة بعض الأعمال الفنية

الخصوصية الفنية:
يتميز ياخور بـ:

  1. القدرة على التحول بين الأنماط التمثيلية المختلفة

  2. الموهبة الكوميدية الفطرية

  3. العمق في تجسيد الشخصيات التاريخية

  4. الأسلوب المميز في إلقاء الحوار

الجوائز والتكريمات:
حصل الفنان على العديد من الجوائز عن أدواره المختلفة، كان أبرزها تكريمه في مهرجان القاهرة للإعلام العربي عن مجمل أعماله.

الخاتمة:
باسم ياخور يمثل نموذجاً للفنان الشامل الذي استطاع أن يثبت نفسه في كل المجالات الفنية. من المسرح إلى التلفزيون، ومن الكوميديا إلى الدراما التاريخية، استطاع أن يقدم نموذجاً ملهماً للفنان الملتزم بفنه، والمتجدد دائماً في أعماله وأدواره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى