!!لن تصدق من هو الفنان المشهور الذى كان قام شخصية “المومياء” فى فيلم “حرام عليك” مع اسماعيل ياسين
من بين الأفلام التي تركت أثرًا عميقًا في وجدان المشاهدين، وحققت نجاحًا كبيرًا رغم مرور عشرات السنين عليها، فيلم “حرام عليك” للفنان الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين، الذي أُنتج عام 1954، أي منذ ما يزيد عن 61 عامًا. تميَّز هذا العمل بجرأته الكوميدية في ذلك الوقت، لكن ما بقي عالقًا في أذهان الجمهور أكثر من أي شيء آخر هو شخصية المومياء المرعبة التي أرقت منام الكثيرين!
محتــويات المقــال
المومياء التي حفرت ذكراها في الذاكرة
في زمن كان يخلو تقريبًا من أفلام الرعب الحديثة، استطاعت شخصية المومياء في الفيلم أن تترك رعبًا حقيقيًا في نفوس المشاهدين، خاصة الأطفال. فقد أقسم كثيرون ممن عاصروا الفيلم في سنوات شبابهم أن هذه الشخصية أفقدتهم النوم ليالي طويلة، وظلت ملامحها المخيفة محفورة في أذهانهم حتى اليوم، مما يدل على قوة التأثير الذي حققه الفيلم رغم بساطة الإمكانيات السينمائية في ذلك العصر.
لغز الممثل خلف قناع المومياء
دارت تكهنات كثيرة حول هوية الممثل الذي أدى دور المومياء، حيث رجَّح البعض أنه مجرد كومبارس غير معروف، أو أن هذا الدور كان الوحيد في مسيرته، بينما اعتقد آخرون أنه فنان مغمور. لكن الحقيقة كانت مفاجأة للكثيرين، خاصة أن الممثل الذي اختبأ خلف هذا المكياج المرعب هو أحد أشهر أشرار السينما المصرية القديمة، وهو الفنان محمد صبيح، الذي اختاره المخرج عيسى كرامة خصيصًا لهذا الدور بسبب ملامحه القاسية وقدرته على إضفاء الرعب حتى بدون حوار.
من هو محمد صبيح؟ سيرة “شرير” السينما المصرية
وُلد الفنان محمد صبيح في 11 نوفمبر 1914، وبدأ مشواره الفني في العشرينيات من عمره من خلال دور صغير في فيلم “ليلى بنت الصحراء”. ورغم أنه لم يكن اسمًا لامعًا يعرفه الجميع، فإن وجهه المخيف وأداءه المرعب جعلاه عنصرًا أساسيًا في العديد من الأفلام المصرية القديمة، خاصة تلك التي تحتاج إلى شخصيات شريرة أو غامضة.
تميز صبيح بقدرته على تحويل أدواره إلى لوحات من الرعب والغموض، مما جعله من الممثلين الذين لا يُنسَون، رغم عدم شهرتهم الواسعة. ففي فيلم مثل “حرام عليك”، استطاع بقناع المومياء وبضع حركات فقط أن يخلق واحدة من أكثر الشخصيات التي لا تزال تُذكر حتى اليوم في تاريخ السينما المصرية.
إرث فيلم “حرام عليك”.. بين الكوميديا والرعب
يظل فيلم “حرام عليك” نموذجًا للعمل الفني الذي جمع بين الكوميديا والرعب بشكل فريد، حيث استطاع إسماعيل ياسين أن يقدم الضحك، بينما نجح محمد صبيح في إرساء الرعب في المشاهد نفسها. هذا المزيج جعل الفيلم يحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، ويظل محفورًا في الذاكرة الشعبية كواحد من الأعمال التي سبقت عصر أفلام الرعب بمفهومها الحالي.
اليوم، بعد أكثر من ستة عقود، لا يزال المشاهدون يتذكرون تلك المومياء التي أرعبتهم في طفولتهم، مما يثبت أن بعض الأعمال الفنية، رغم بساطتها، تستطيع أن تخلد في التاريخ وتظل حية في وجدان الجمهور.