السعودية

طفلا نجران السعودي والتركي أغرب قصة ممكن تقرأها!

في الصورة يظهر علي ويعقوب، المعروفان بـ “طفلا نجران السعودي والتركي”. ما قصتهما؟ في عام 2003، دخلت أسرة تركية وأخرى سعودية إلى المستشفى في نجران للولادة. حدث خطأ في المستشفى، حيث تم تبديل المولودين، فأخذت الأسرة السعودية ابن الأسرة التركية، بينما أخذت الأسرة التركية ابن الأسرة السعودية.
أطلقت الأسرة السعودية على الطفل اسم علي ،بينما سمّت الأسرة التركية الطفل الآخر يعقوب ،عادت الأسرة التركية إلى بلادها مع طفلها. لكن الأب التركي، يوسف جوجا، لاحظ أن ابنه يبدو مختلفًا عن بقية أبنائه في الشكل والتصرفات. دفعه ذلك لإجراء تحليل DNA، ليكتشف أن الطفل ليس ابنه البيولوجي ولا ابن زوجته.
في عامي 2008-2009، عاد الأب إلى المستشفى للتحقق من الواقعة. بعد إجراء فحص للعائلات التي ولدت في ذلك اليوم، تم التواصل مع الأسرة السعودية، وأجريت اختبارات DNA أكدت الخطأ. لكن ظهرت مشكلة كبيرة:
كل طفل عاش مع الأسرة الأخرى لمدة خمس سنوات، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم. بسبب هذا الوضع المعقد، وفرت الحكومة السعودية منزلاً للأسرة التركية بالقرب من منزل الأسرة السعودية في نجران حتى لا يفترق الطفلان.
لكن الأب التركي أراد تعليم ابنه في مدارس تركية، وهو أمر غير متاح في نجران. والأمر الأكثر تعقيدًا أن الأم التركية رفضت ابنها البيولوجي وأرادت الطفل الذي ربّته، بينما كان الطفل الذي عاش معها واتجه للعيش مع أسرته السعودية يتواصل معها هاتفيًا باكيًا، متسائلًا: “لماذا لا تحبيني؟
أنا ابنك”. أصبحت هذه القصة معروفة في عيادات الطب النفسي في السعودية وتركيا، حيث يتلقى جميع أطرافها العلاج النفسي، من الأمهات والآباء إلى الأطفال.
يستمر الأب التركي في زيارة السعودية لرؤية يعقوب الذي ربّاه لمدة خمس سنوات، وكذلك لرؤية ابنه البيولوجي علي. ولا أحد من الطرفين قادر على الابتعاد عن الطفلين.
علي، الذي نشأ مع الأسرة السعودية، يعاني من فقدان الهوية؛ فهو يعتبر نفسه سعوديًا لأنه نشأ في بيئة سعودية، لكنه اكتشف فجأة أنه تركي ويعيش الآن مع أشخاص لا يعرفهم. يعاني من العزلة والحنين للعودة إلى نجران ليعيش مع الأسرة التي ربّته.
حتى الأم التركية لم تستطع التعامل مع علي كما كانت تتعامل مع يعقوب، رغم أن علي هو ابنها البيولوجي. في عام 2012، فكّر الأبوان، السعودي والتركي، في أن يترك كل منهما الطفل الذي ربّاه حتى يكبر الأطفال ويتمكنوا من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم. الأمر الأكثر غرابة أن علي يحمل شهادة ميلاد سعودية ويُعتبر سعوديًا قانونيًا. عندما يذهب مع أسرته التركية إلى تركيا
يحتاج إلى تأشيرة زيارة تُجدّد كل ثلاثة أشهر، وإذا انتهت مدة التأشيرة، يضطرون للسفر إلى سوريا ليوم واحد ثم العودة إلى تركيا لبدء فترة جديدة. أما يعقوب، فيعيش في السعودية بجواز سفر تركي، ويُعامل كأنه تركي رغم نشأته في بيئة سعودية. هل مررت بقصة أكثر تعقيدًا من هذه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى